الارتفاع القياسي مرشح للاستمرار في أسواق الأسهم فما الأسباب
٣٦ مشاهدة
من بين أكبر 20 سوقا للأوراق المالية حول العالم سجلت 14 بورصة مستويات قياسية أو بالقرب منها فما الأسباب فقد حقق مؤشر MSCI ACWI الذي يتتبع الأسواق المتقدمة والناشئة ارتفاعا قياسيا حيث سجل مستوى مرتفعا جديدا آخر بنهاية الأسبوع أمس الجمعة وفي الولايات المتحدة سجل مؤشرا ستاندرد أند بورز 500 وناسداك 100 مستويات قياسية هذا الأسبوع في حين تجاوز مؤشر داو جونز الصناعي مستوى 40 ألف نقطة للمرة الأولى على الإطلاق كما أن أكبر البورصات في أوروبا وكندا والبرازيل والهند واليابان وأستراليا وصلت حاليا إلى ذروتها أو بالقرب منها ووفقا لتحليل موسع أوردته بلومبيرغ اليوم السبت فإن التخفيضات الوشيكة في أسعار الفائدة والاقتصادات الصحية وأرباح الشركات هي التي تقود هذا النشاط علاوة على ذلك ثمة الكثير من الدوافع المحتملة للحفاظ على استمرار الارتفاع مثل التريليونات الستة من الدولارات الموجودة في صناديق أسواق المال في حين تظل المخاطر نادرة وفي هذا الصدد تنقل الشبكة الأميركية عن الرئيس العالمي لتخصيص الأصول الكلية والاستراتيجية في شركة فيديليتي إنترناشيونال سلمان أحمد قوله من منظور كلي لا توجد إشارات حمراء والصورة الدورية لا تزال قوية والارتفاع يتسع ولم يستمر طويلا تراجع الأسهم العالمية في شهر إبريل نيسان حيث ظهر اهتمام المشترين عند الانخفاض باستمرار وهذا ما يساعد في تفسير سبب عدم انخفاض مؤشر SP 500 بنسبة 2 خلال 311 يوما وهو أطول انخفاض له منذ 2017 2018 وحتى الأسهم الصينية التي كانت تكافح منذ أن وصلت إلى أعلى مستوياتها في فبراير شباط 2021 بدأت تستعيد نشاطها ومع أخذ كل ذلك في الاعتبار إليك الوضع في أسواق الأسهم الرئيسية حول العالم سباق الـ12 تريليون في وول ستريت سجل مؤشر SP 500 للمرة الرابعة والعشرين مستوى قياسيا جديدا على الإطلاق في عام 2024 في اختراق لم يشهده على مدى عامين حيث ارتفعت الأسهم الأميركية بمقدار 12 تريليون دولار منذ أواخر أكتوبر تشرين الأول 2023 ويعود ذلك جزئيا إلى الآمال بهبوط سلس مع بقاء الاقتصاد قويا بينما يهدأ التضخم وهو ما يحفز الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي البنك المركزي الأميركي سوف يخفف السياسة النقدية في وقت لاحق من هذا العام أما الجزء الآخر الذي يقف وراء ذلك فهو الحماس لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حيث إن شركة إنفيديا العملاقة لرقائق الذكاء الاصطناعي مسؤولة بمفردها عن نحو ربع المكاسب في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 ومع شركات مايكروسوفت وأمازون دوت كوم وميتا بلاتفورمز إنك وألفابت الشركة الأم لشركة غوغل فإن نحو 53 من ارتفاع المؤشر تأتي من أسهم هذه الشركات الخمس فقط لذلك ربما كان الإنجاز الجديد لمؤشر داو جونز هذا الأسبوع هو التطور الأكثر أهمية لأنه أقل ثقلا تجاه عمالقة التكنولوجيا الكبيرة وفقا للرئيس التنفيذي لشركة داونهيل إنفستمنتس Roundhill Investments ديف مازا الذي قال رغم أن قوة قطاع التكنولوجيا كانت مهمة للغاية لمساعدة الأسواق على تحقيق أعلى المستويات إلا أنه ليس القطاع الوحيد الذي يحقق أداء جيدا ففي حين كان البعض يشير إلى أن السوق كانت شديدة التركيز العام الماضي لا يمكن قول الشيء نفسه في عام 2024 مفاجأة الأرباح في بورصات أوروبا وعلى الضفة المقابلة من المحيط الأطلسي تشهد الأسهم الأوروبية أيضا فورة قياسية حيث تظهر البيانات الاقتصادية علامات على الوصول إلى القاع وسط مفاجآت إيجابية هذا العام وهذا بحسب بلومبيرغ يغذي أرباح الشركات ويدفع التوقعات للأسواق لمواصلة البناء على الارتفاع وتنقل الشركة عن استراتيجيين في بنك بي إن بي باريبا بقيادة جورج ديباس قولهم تبين أن موسم الأرباح البطيء كان أفضل مما كان متوقعا مشيرين إلى أن ثلاثة أرباع الشركات الأوروبية حققت توقعات الأرباح أو تجاوزتها مع تحسن الهوامش وهذا ما يعزز تقديرات المحللين للأرباح المستقبلية مما يرفع الأسهم إلى الأعلى وقد ارتفع مؤشر ستوكس 600 لعموم أوروبا في خمسة من الأشهر الستة الماضية ومن المرجح أن يكون الاختلاف في السياسة النقدية عن الولايات المتحدة بمثابة رياح داعمة للأسهم في المنطقة علما أن البنك المركزي الأوروبي اعتمد لهجة أكثر تشاؤما من بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال الأشهر القليلة الماضية وتتوقع أسواق السندات أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة قبل نظيره الأميركي للمرة الأولى على الإطلاق وفي حين أن الارتفاع كان يتركز بشكل كبير في عدد قليل من الأسهم إلا أنه كان يتسع منذ فبراير شباط الماضي حيث ساهم 16 سهما بنسبة 50 من المكاسب السنوية في مؤشر Stoxx 600 كما تعد شركة Novo Nordisk A S الكبرى حيث تشكل 10 من الأسهم انتعاش السلع الأساسية يدعم الأسهم هذا وتفوق مؤشر فايننشال تايمز FTSE 100 البريطاني على مؤشر يورو ستوكس 50 من حيث القيمة الدولارية على مدار الأشهر الثلاثة الماضية حيث تعافى كثيرا من أدائه الضعيف منذ بداية العام وكان ارتفاع أسعار السلع الأساسية محركا رئيسيا مما ساعد واحدة من أرخص أسواق الأسهم المتقدمة في العالم على البدء في اللحاق بمنافسيها كما دفع قطاع السلع الأساسية الحساس اقتصاديا مؤشر الأسهم الرئيسي في كندا وهو مؤشر SP TSX المركب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق وسجل الذهب والنحاس أرقاما قياسية بشكل متكرر هذا العام ما أعطى دفعة لقطاع التعدين الضخم في البلاد والذي يمثل أكثر من 12 من وزن المؤشر وفي هذا الصدد كتب محللا بلومبيرغ إنتليجنس جيليان وولف وجينا مارتن آدامز في مذكرة أن أسعار المعادن الثمينة تقترب من أعلى مستوياتها خلال عقد من الزمن والتي سجلتها قبل بضعة أسابيع فقط ما قد يبقي المؤشر الكندي مدعوما في الوقت الحالي على الرغم من أن الانعكاس قد يؤدي إلى مشاكل عودة بورصة اليابان إلى الانتعاش وفي طوكيو ارتفع مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 16 هذا العام إضافة إلى مكاسب بلغت 28 العام الماضي وجذبت البلاد المستثمرين وحققت مكاسب من خلال حملة لتحسين عوائد المساهمين ومعالجة ضعف الين وإنهاء أسعار الفائدة السلبية في اليابان وقال استراتيجيون في شركة بلاك روك إن انخفاض الين قد يؤدي إلى إبعاد المستثمرين الأجانب لكنهم يعتقدون أيضا أن التوقعات جيدة على المدى الطويل بسبب إصلاحات الشركات والاستثمارات المحلية ونمو الأجور وكانت الهند أيضا في حالة تقدم قوي حيث سجل مؤشر SP BSE Sensex القياسي أرقاما قياسية وتفوق على الصين بفضل تعهدات الاستثمار الحكومية والاقتصاد المتوسع ومع ذلك تحول المستثمرون إلى الحذر في الأسابيع الأخيرة بسبب عدم اليقين بشأن الانتخابات والتقييمات المرتفعة وفي الوقت نفسه سجل مؤشر SP ASX 200 الأسترالي أعلى مستوياته في 28 مارس آذار الفائت بعدما عززت بيانات التضخم الرهانات على أن أسعار الفائدة قد بلغت ذروتها ومنذ ذلك الحين تحولت الترجيحات مع توقع مسؤول سابق في البنك المركزي أن التخفيضات قد تأتي فقط في أواخر عام 2025 ومع ذلك عادت الأسهم الأسترالية إلى التحويم قريبة من هذا المستوى القياسي