الاختراق الأسود حين يتسلل العدو من ثغور العقول قبل أسوار الدول

20 مشاهدة

في عالمٍ تُدارُ معاركه من خلف الشاشات، وتُصاغُ مؤامراته في أقبية الاستخبارات، لم يعد الاختراق فعلًا تقنيًّا عابرًا، بل تحوّل إلى أخطر أسلحة هذا العصر؛ سلاحٍ لا يُسمَع له وقعٌ، ولا يُرى له ظلٌّ، لكنهُ يهدمُ الأمم من داخلها كما تهدّ المعاولُ أَسَاس البناء.

ومن هنا تتولّد الحاجةُ إلى وعيٍ يقظٍ يُميّز الصديق من العدوّ، ويفضح أقنعة العملاء الذين يمشون بين الصفوف كأشباحٍ لا يُسمَع لهم صهيلُ خيانةٍ إلّا بعد أن يكتمل الخراب.

أولًا: مفهومُ الاختراق.. خنجرٌ يزرعُه العدوّ في قلب المؤسّسة

الاختراق ليس مُجَـرّد دخولٍ سرّي، بل عملية معقّدة تُدارُ بمزيجٍ من علم النفس والأمن والمعلومات، تُفضي إلى زرع عنصرٍ بشريٍّ أَو تقنيٍّ قادر على جمع الأسرار، تحريك القرارات، تفكيك المؤسّسة، أَو جرّها إلى مسار يخدم مصالح العدوّ.

ووفقًا لرؤية السيّد عبدالملك الحوثي، حفظه الله، فَــإنَّ الاختراقَ جزءٌ من “الهجمة الأمريكية الإسرائيلية الشاملة” التي تهدفُ إلى “إيصال الأُمَّــة إلى حالة الانهيار الكامل” والسيطرة على مقدراتها، كما أن جزءًا كَبيرًا منه يتمّ عبر الاختراق الثقافي والفكري الذي يضرب الهوية والقيم من الداخل.

ثانيًا: أنواع ومجالات الاختراق وتجنيد العملاء

للعدوّ وجوهٌ عدّة في الاختراق، أهمُّها:

الاختراق الأمني والاستخباراتي: استهداف غرف العمليات وأجهزة الأمن، ونقل الأسرار العسكرية إلى يد العدوّ.

الاختراق السياسي: زرع العملاء في الوزارات ومراكز القرار لسرقة الإرادَة الوطنية.

الاختراق الاقتصادي والتقني: سرقة التقنيات والموارد والثروات، وهو أخطر من الحرب الاقتصادية المباشرة.

الاختراق الإعلامي والفكري: التلاعُب بالوعي، صناعة رأي عام مزيَّف، وخلق خطاب يضرب الهُوية من الداخل.

وهذا النوع – كما تقول التجارب – هو “ورقة العدوان الأخيرة والخطيرة”؛ لأَنَّه يستهدف تفكيك المنظومة الأخلاقية وبثّ المحتوى التافه لسلخ المجتمع عن قيمه.

الاختراق الاجتماعي: إثارة النزاعات الداخلية عبر جمعيات وأنشطة مشبوهة.

ثالثًا: خطورة الاختراق وتجنيد العملاء

خطورة هذا السلاح في أنه لا يُرى.. ولا يُكتشف إلّا بعد فوات الأوان.

ومن أخطر مظاهره:

انهيار الثقة داخل المؤسّسات.

شلّ القرار الوطني.

تسريب الخطط العسكرية.

نشر الفوضى وتقويض الجبهة الداخلية.

استنزاف الدولة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح