الاحتلال وصناعة الفوضى بغزة مليشيا ياسر أبو شباب نموذجا
لم تتوقف المحاولات الإسرائيلية منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن محاولة اختراق الجبهة الداخلية الفلسطينية في القطاع وصناعة الفوضى وإنشاء مليشيا ياسر أبو شباب لضرب المنظومة المجتمعية. ووضع الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول للحرب هدف استبدال حكم حركة حماس بأطراف فلسطينية، ليس من ضمنها السلطة الوطنية، كهدف استراتيجي لحرب الإبادة. وهو ما عبّر عنه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في أكثر من خطاب، عبر ترداد عبارة لا فتحستان ولا حماستان في غزة. وخلال الأشهر الستة الأولى للحرب، سعى الاحتلال لتفكيك المنظومة الحكومية، عبر استهداف قيادات المنظومة الأمنية والشرطية والشخصيات الحكومية البارزة في غزة إلى جانب الشخصيات المجتمعية. لاحقاً، اتسعت المساعي الإسرائيلية عبر السعي للتعاون مع مسؤولي العشائر والعائلات في غزة، وهو ما رفضته شريحة واسعة من العائلات، فيما لاحقت المقاومة عدداً محدوداً من عائلات قبلت بالتعاون مع الاحتلال في مسعاه.
أحمد عطاونة: الهدف الأساسي من ظاهرة ياسر أبو شباب هو ضرب الجبهة الداخلية الفلسطينية
مليشيا ياسر أبو شباب
مع تعثّر عدد من الخطط الإسرائيلية المرتبطة بإعادة ظاهرة روابط القرى أو العمل مع العائلات الفلسطينية في غزة، سعى الاحتلال لتعزيز حالة الفوضى في القطاع، عبر السماح بعمليات السرقة التي تتم للشاحنات والبضائع التجارية من دون أي استهداف للعصابات. واتسعت هذه الحالة من خلال ما عرف بمجموعات ياسر أبو شباب، وهي عصابة منظمة تنشط في المناطق الشرقية لمدينة رفح، الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي وتحت غطائه الكامل. وخلال الفترة التي سبقت العملية العسكرية في مدينة رفح في مايو/أيار 2024، كانت هذه العصابات تنشط على مقربة من معبر رفح البري، مستغلةً عمليات الاستهداف التي تطاول العناصر الأمنية والشرطية التي تتولّى عملية تأمين الشاحنات. وبعد العملية العسكرية في رفح، اتسع دور هذه المجموعات لتصبح أكثر تنظيماً وتأثيراً في رفح، من خلال تحولها لمجموعة تضمّ نحو مائة شخص مسلح بإشراف إسرائيلي وتحمل اسم القوات الشعبية، وهو ما كشف عنه وزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان، بأن نتنياهو
ارسال الخبر الى: