جنوب سوريا تحت نيران الاحتلال وتصعيد الجولاني في الداخل يفتح الباب للفوضى الأمنية

سوريا – المساء برس|

تشهد الحدود الجنوبية لسوريا حالة انفلات غير مسبوقة، مع تصاعد الاعتداءات التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل القرى السورية، بالتوازي مع ضعف السلطة الانتقالية الجديدة التي يقودها أبو محمد الجولاني، وما يرافقها من انهيار في منظومة الأمن المحلي وغياب أي قدرة على الردع أو المواجهة.

فقد أكّدت مصادر محلية في ريف درعا الغربي أنّ دورية تابعة للاحتلال توغّلت داخل قرية معرية بمنطقة حوض اليرموك، مطلقةً النار بشكل عشوائي على الأطراف الغربية للقرية، في خطوة رأى أبناء المنطقة أنّها جزء من سياسة ترهيب ممنهجة تهدف إلى تكريس الاحتلال كقوة تتحرك بلا محاسبة داخل الأراضي السورية.

هذا الاعتداء يأتي ضمن سلسلة تحركات تصعيدية، حيث سجّل المرصد السوري في النصف الأول من نوفمبر أكثر من 30 عملية توغّل واعتداء نفّذها الاحتلال في الجنوب، شملت قصفاً مركزاً، واعتقالات بحق مدنيين وعسكريين، وإقامة حواجز عسكرية، وعمليات تجريف للطرق والمزارع.

وتكشف هذه المعطيات — وفق مراقبين — حقيقة المشهد الميداني المتمثل في جنوب سوري مكشوف بالكامل أمام تمدّد الاحتلال، في ظلّ صمت رسمي من سلطة دمشق التي يقودها الجولاني وتبدو عاجزة عن لعب أي دور في حماية الحدود أو منع الاحتلال من التوغل والاعتداء، فضلًا عن اتهامات لها بالتواطؤ مع الاحتلال.

ويشير محللون إلى أنّ الجولاني، المنهمك في فرض نفوذه الأمني في الشمال والظهور كقائد “سياسي”، يتجاهل عمداً ما يجري في الجنوب، ما يفسّره البعض بتفاهمات غير معلنة تسمح للاحتلال بالتحرك، مقابل غضّ النظر عن تمدد نفوذ “الهيئة” في الشمال.

التصعيد الأخير يظهر أنّ الاحتلال الإسرائيلي يستغلّ حالة الانقسام السوري والضعف السياسي للسلطة الانتقالية الجديدة فضلًا عن تواطؤها، ليحوّل الجنوب إلى مساحة اختبار لفرض أمر واقع جديد يتضمن تكريس وجود عسكري غير مباشر داخل القرى الحدودية واستخدام التوغّلات المتكررة لجمع المعلومات وتغيير خرائط السيطرة إضافة إلى استهداف البنية المدنية والزراعية لإخلاء المناطق تدريجيا.

وفي ظل غياب أي رادع أو موقف رسمي قادر على مواجهة هذا التصعيد، تبدو مناطق الجنوب، وفق مراقبين، سائرة