الاحتفاء بمجرم حرب صفاقة سياسية

٣٦ مشاهدة
لعل الجديد في ظروف خطاب رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي بمجلسيه الشيوخ والنواب هو صورة المشرعين الذين واظبوا على التصفيق والوقوف دلالة على التأييد عدد ضئيل امتنع عن الوقوف والتصفيق فقد بدا هؤلاء المؤيدون في حماستهم الشديدة وانفعالهم العاطفي منتسبين إلى مؤسسة صهيونية لا أميركية وظهروا أعضاء غير رسميين في تكتل مثل تكتل ليكود وليسوا أعضاء في الحزب الديمقراطي أو في الحزب الجمهوري فقد بدوا مخدرين وهم يبتلعون أكاذيب نتياهو أولا بأول بانتشاء بالغ كما ظهروا أنهم من المؤمنين بأنه لا دور ولا وظيفة ولا رسالة للدولة العظمى دولتهم سوى دعم مجرمي الحرب في تل أبيب وتمكينهم من مواصلة إرهاب الدولة وحرب الإبادة ضد أكثر من مليوني غزي وهذا الدعم الأعمى يجعل من الكونغرس إحدى المؤسسات الأقل استقلالية والأقل تمثيلا للمصالح القومية وللجمهور الأميركي نتنياهو ومن يشايعه يدركون أن الدولة العبرية نشأت بالإرهاب وبالعنصرية ومن دونهما فإن الكيان الصهيوني يتغير كلية يعرف الأميركيون الدور الذي تلعبه أيباك لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية في دعم مترشحين متصهينين إلى الكونغرس بملايين الدولارات وعلى رؤوس الأشهاد وفي إغراء مترشحين بمبالغ طائلة من أجل سحب ترشيحاتهم لمصلحة مترشحين متصهينين كما يتواصل دعم أيباك للمترشحين بعد فوز من يفوز منهم وهو ما يفسر الجو الحماسي الذي ظهر فيه أعضاء في الكونغرس وهم يصغون تلاميذ لسلسلة طويلة من الأكاذيب يتخصص بها نتنياهو ويواظب على التفوه بها فمن يرتكب في مدار الساعة جرائم مشينة ضد المدنيين والمرافق المدنية لن يتورع عن ترديد الأكاذيب من دون أن يرف له جفن وسط إعجاب مستمعين في القاعة ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات وأبواقا لقلعة العنصرية والإرهاب في الشرق الأوسط يذكر موقع فرانس 24 أنه في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس عام 2022 أنفقت أيباك 50 مليون دولار سواء في التمويل المباشر للمرشحين أو في الإعلانات التلفزيونية الخاصة بالانتخابات وأن أيباك تبرعت بالأموال لـ365 مترشحا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ويضمن هذا العدد أعضاء قيادة الحزبين في الكونغرس كافة وبلغ عدد الأعضاء الذين حصلوا على الأموال من أيباك 342 عضوا من جملة 535 عضوا بما يمنحهم أغلبية عددية وعليه لن يكون مستغربا أن يقف هؤلاء المستفيدون بتذلل لولي نعمتهم ولمن اشترى ضمائرهم ومقاعدهم بالمال الأسود وبينما بذل نتنياهو كل ما تملك يمينه لسبك الأكاذيب وحبكها فإن أعضاء كثرا في الكونغرس لم يلاحظوا أن هذا الرجل يسيء إساءة بالغة للقيم الأميركية ومن ذلك ادعاؤه الصفيق أن إيران تمول التظاهرات الاحتجاجية في بلدهم ضد حرب الإبادة وكذلك تهنئته لرؤساء الجامعات ممن يقمعون حرية التعبير في الحرم الجامعي علاوة على الاستخدام عديم النزاهة لمصطلح معاداة السامية برمي تهمة هذا العداء على كل من ينتقد الاحتلال الاسرائيلي البغيض ولم يكن غريبا على هذا الأفاق أن يصور الوضع المتوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنه ناجم عن كراهية الفلسطينيين لليهود كما ادعى بينما يعرف القاصي والداني أن النقمة هي على الاحتلال وعلى الغزو الاستيطاني وأن من يثير نزاعا دينيا هو الاحتلال نفسه الذي يستبيح المقدسات المسيحية والإسلامية فالكراهية الدينية المقيتة هي عقيدة الاحتلال وبضاعته لم يخجل أعضاء كثر في الكونغرس من التصفيق للخطيب الذي أراد توريط الأميركيين في إرهاب دولته والمشاركة فيه واعتبار تدمير المجمعات السكنية والمستشفيات والمدارس والمعابد والأسواق أنموذجا للحضارة تتشارك فيه الولايات المتحدة ودولة الاحتلال وحدهم من قاطعوا الجلسة 128 عضوا على ما ذكرت قناة كان الإسرائيلية قد نأوا بانفسهم مسبقا عن حفلة الأكاذيب وعن منح مجرم الحرب منبرا لترديد أكاذيبه ويستحقون بالفعل رفع القبعة لهم نظير شجاعتهم ونزاهتهم لدفاعهم المجيد عن استقلال المؤسسات الأميركية في وجه من يعمل على شرائها والاستيلاء عليها وهو ما لا يقع مثيله سوى في بعض دول الجنوب ذات الأنظمة الديكتاتورية مما يشكل إفراغا للمؤسسة التشريعية من محتواها الدستوري والديمقراطي وتحويلها منبرا للممولين من داخل الحدود وخارجها فيستقبل مجرمو الحرب بحفاوة بالغة وتصفيق حار لهم بغير حياء حتى لو استغلوا وجودهم في هذا المنبر للتشديد على أنهم لن يوقفوا حروبهم الوحشية كما هو حال نتنياهو الذي تجاهل مقترحات الرئيس جو بايدن لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مستغلا فرصة الخطابة لتصوير الصراع صراعا مع إيران علما أن الصراع في أرض فلسطين المقدسة بين الغزاة الوافدين وأصحاب الأرض بدأ قبل عقود من قيام الجمهورية الإسلامية في بلاد فارس ومع ذلك نجح نتنياهو في إعادة تظهير العلاقة الحضارية بين دولته ومراكز غربية نافذة إذ تتبدى الحضارة المشتركة في إبادة المواطنين الأصليين والمديح الذاتي للاستعمار الأبيض وتزكية التفوق العرقي والثقافي المزعوم أبناء النور على العرب والمسلمين في هذه الحقبة بما يعيد عجلة التاريخ عقودا طويلة إلى الوراء إذ إن نتنياهو ومن يشايعه في دولته وفي الغرب يدركون أن الدولة العبرية نشأت بالإرهاب وبالعنصرية ومن دون هذين السلاحين فإن الكيان الصهيوني يتغير كلية مثلما يخسر اليمين الأميركي والأوروبي فرصة تجييش الشعوب وإثارة غرائزها إن توقف عن استهداف المسلمين والملونين والعرب واللاجئين ومن حسن الطالع أن أجيالا من الشبيبة ومن الأكاديميين والسياسيين والفنانين والناشطين يرفضون هذا التقهقهر إلى الوراء ويناصرون تفاعل الحضارات لا الحرب بينها بما يجعل نتنياهو نسخة صهيونية شديدة التطرف من أقصى اليمين الشعبوي في أميركا وأوروبا لم يخجل أعضاء كثر في الكونغرس من التصفيق للخطيب الذي أراد توريط الأميركيين في إرهاب دولته والمشاركة فيه من الواضح أن زيارة مجرم الحرب نتنياهو واشنطن أحدثت هزة سياسية وإعلامية في بلاد العم سام وأن شطرا كبيرا من الأميركيين بمن فيهم أميركيون من اليهود صدمهم استقبال مجرم حرب بحفاوة بدلا من إرساله إلى السجن فيما باتوا يرون أكثر فأكثر أن العلاقة الشاذة مع تل أبيب تمثل عبئا معنويا وماديا عليهم وعلى بلادهم وعلى سبيل المثال فإن أنصار الصهيونية والاحتلال لا يتوقفون عن وصف الدولة العبرية نموذجا للتطور والازدهار في الشرق الأوسط فإذا كانت هذه المزاعم صحيحة فلماذا تقتطع مليارات الدولارات من الميزانية العامة لصالح هذه الدولة الأجنبية المزدهرة لماذا يتعين على الناخب الأميركي أن يدفع من حر ماله لهذه الدولة الشرهة ثمنا لأسلحة فتاكة تستخدم بطريقة غير مشروعة فيما تنتج تلك الدولة الأسلحة وتتاجر بها مع دول عديدة في العالم

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح