الاحتجاجات الشعبية في حضرموت بين مطالب العامة وصراعات النفوذ في المحافظة

يمنات – خاص
تتواصل الاحتجاجات الشعبية في محافظة حضرموت، الساحل والوادي، وسط حالة من صراع النفوذ بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحلف قبائل حضرموت.
وفي الوقت الذي يندد فيه المحتجون بانهيار الخدمات العامة، يحاول كل طرف جرّ المحتجين لتحقيق الأجندات التي يعمل عليها.
في الساحل، يحاول المجلس الانتقالي جرّ المحتجين بعيدًا عن الصدام بالسلطة المحلية المتوافق معها إلى حدٍّ ما، حيث نجح مؤخرًا في جرّ المتظاهرين نحو أطراف المدينة لمنع دخول نبتة القات إلى المكلا، وإحراق أسواقه في الشحر وشحير، على اعتبار أن هذه النبتة تأتي من المحافظات الشمالية، في مسعى لجعل الصراع وكأنه شمال-جنوبي.
وجاءت هذه الخطوة بعد اقتحام محتجين لمبنى السلطة المحلية بمدينة المكلا، في وقت يعتقد ناشطون في الانتقالي أن المقتحمين مرتبطون بحلف قبائل حضرموت.
وفي الوقت الذي يسعى ناشطو الانتقالي لجرّ المتظاهرين بعيدًا عن الاحتكاك بالقوات الإماراتية المتواجدة في قاعدة الريان، اندفع المئات من المتظاهرين خلال اليومين الأخيرين لرفع شعارات وترديد هتافات ضد القوات الإماراتية المتواجدة في ساحل حضرموت، بل إن العشرات منهم نظموا تظاهرة مرّت من جوار الثكنات الإماراتية في مطار الريان.
وفي وادي حضرموت، وتحديدًا في مدينة تريم المشتعلة منذ قرابة أسبوع، تسعى ثلاثة أطراف لتجيير الاحتجاجات بما يخدم الأجندات التي تعمل عليها.
يسعى الانتقالي لتوجيه التظاهرات نحو السلطة المحلية التي يديرها عمرو بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، وقوات المنطقة العسكرية الأولى، التي يُنظر لها الانتقالي باعتبارها قوات شمالية المنشأ، وأقرب في ولائها لتجمع الإصلاح، في حين يسعى الحلف لإبقائها في إطار مطالبها الاحتجاجية، وهو ما يتفق فيه مع تجمع الإصلاح.
استغل ناشطو الانتقالي مقتل متظاهر قبل يومين برصاص قوات الأمن في تريم، لتوجيه غضب المحتجين صوب السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الأولى، ونقل الاحتجاجات من تريم إلى سيؤون، غير أن التظاهرات زادت حدتها، لكنها ظلت محصورة في تريم، وفي إطارها المطلبي.
وأمام صراع النفوذ بين القوى المتصارعة، يحاول المحتجون التعبير عن معاناتهم التي أخرجتهم إلى الشوارع في الساحل والوادي، غير أن غياب الحامل السياسي
ارسال الخبر الى: