الاتصالات المشبوهة ذعر بين اللبنانيين وموجات نزوح كثيفة
٢٦ مشاهدة
تزايدت وتيرة الاتصالات المشبوهة التي يتلقاها لبنانيون من أرقام هواتف مجهولة والتي تدعوهم إلى إخلاء المباني في أكثر من منطقة ما يفاقم الرعب في نفوسهم ويدفع بعضهم إلى النزوح بلا وجهة تلقى آلاف من اللبنانيين اتصالات من أرقام مجهولة تطالبهم بترك منازلهم فورا أو مغادرة المنطقة وتكرر ذلك مع سكان أكثر من منطقة في العاصمة بيروت وفي محافظتي الجنوب وجبل لبنان ومناطق أخرى ما يثير هلع كثيرين وسط تساؤلات عن مصدر هذه الاتصالات وحقيقة ما يذكر فيها وتداول ناشطون لبنانيون تسجيلات صوتية لنماذج من الاتصالات الواردة والتي يتكرر فيها ما يشبه الرسائل الصوتية التي تقول أنتم توجدون في مبنى يضم أسلحة لحزب الله أو بالقرب منه من أجل سلامتكم وسلامة عائلتكم عليكم الإخلاء فورا والابتعاد 500 متر عن المبنى وتحذير كل من يقيم في الجوار بالابتعاد أيضا وتختم بأنها صادرة عن الجيش الإسرائيلي في المقابل تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أرقام هواتف الأجهزة الأمنية والعسكرية والخطوط الساخنة المرتبطة بها طالبين تبليغها فور ورود اتصال مشبوه وكشف مصدر أمني لبناني لـالعربي الجديد أن الأجهزة الأمنية والعسكرية على اختلافها تتحرك فور ورود بلاغات لكن أعداد الاتصالات الواردة هائلة وهي تشمل إنذارات واتصالات مشبوهة من المهم الاتصال بقوى الأمن الداخلي أو غرفة عمليات قيادة الجيش هناك مواطنون تلقوا اتصالات من أرقام مشبوهة مختلفة وليس من الرقم ذاته وبعد التحقيقات تبين أن بعضها مرتبط بالعدو الإسرائيلي يتابع المصدر هناك أيضا اتصالات زائفة ويوم الأحد جرى توقيف مشتبه به لبناني قام لأسباب خاصة باتصالات مشابهة بهدف إخراج النازحين الموجودين في مبناه ما أثار البلبلة كما اتضح أن البعض يقوم باتصالات مشابهة بهدف التسلية أو باعتبارها نوعا من المزاح بين الأصدقاء غير مدركين خطورة الأمر فهي ليست لعبة كما يعتقدون وقد تم كشف حالات كثيرة علينا أن نأخذ كل اتصال على محمل الجد ريثما يظهر العكس وهناك اتصالات تعتمد على نظام في بي إن لذلك تستغرق وقتا للتأكد من طبيعتها يرجح أن الاتصالات جزء من عملية إسرائيلية ضمن الحرب النفسية بدوره يقول المحامي حسن بزي لـالعربي الجديد كان من اللافت ورود اتصالات مماثلة لأكثر من مائة ألف شخص يوم السبت الماضي وصل إلي اتصال مسجل وليس عبر شخص يتواصل معي ما يعني أننا أمام عملية إلكترونية وليس اتصالات فردية وقد تواصلت مع مرجع أمني يتابع الملف وأفاد بأننا أمام احتمالين الأول أن يكون هناك مقرصن يقوم بالتلاعب ويحاول خلق أزمة اجتماعية كون مصدر الأرقام في بيلاروسيا لكن لدى التواصل مع المرجعيات الأمنية في بيلاروسيا تبين أن الأرقام ليست موجودة هناك والاحتمال الثاني وهو الأرجح أنها عملية أمنية يقودها العدو الإسرائيلي بحيث يتلاعب بمصدر الاتصال كنوع من الحرب النفسية بهدف الضغط على المقاومة للموافقة على الشروط غير المنطقية للتفاوض التي تتنافى مع مضمون القرار 1701 وخلق فتنة بين النازحين والمقاومة وهذا ما تعتقده الأجهزة الأمنية والفتنة إن حصلت ستجبر لبنان على القبول بشروط مذلة لوقف العدوان الإسرائيلي ويؤكد المحامي اللبناني أن الاتصالات لم تشعره بالخوف وبالتالي لم يترك منزله كون الاتصالات مسجلة ووردت إلى آلاف اللبنانيين ومن بينهم نازحون وأشخاص غادروا لبنان وردني اتصال مماثل في سبتمبر أيلول الماضي وطلب مني إخلاء منزلي في مدينة بنت جبيل جنوب رغم أنني كنت قد تركت المنزل قبل نحو سنة هذه الاتصالات العشوائية قيد المتابعة والملاحقة وهي عبارة عن حرب نفسية وأعتقد أنه خلال يومين أو ثلاثة أيام سيصدر تقرير أمني يظهر نتائج التحقيقات لم تهنأ رفيف فنيش التي لم يمض على زواجها سوى سنة بالهدوء منذ نزوحها من الضاحية الجنوبية لبيروت رفقة عائلتها إلى منزل خالتها في منطقة سوق الغرب جبل لبنان وتقول لـالعربي الجديد لاحقنا الرعب إلى الجبل بعد أن تلقى زوج خالتي ظهر السبت اتصالا يطالبه بالإخلاء خاصة أن المبنى مؤلف من طابقين ويضم ست عائلات انقسمنا بين مؤيد للإخلاء تفاديا لوقوع أي مكروه وبين آخرين يرون أنها اتصالات زائفة في النهاية غادرنا المبنى ولم نحمل سوى الأوراق الثبوتية ومدخراتنا كانت لحظات عصيبة وسارعنا بالسيارات إلى منطقة رأس الجبل ومن ثم إلى مدينة عالية تضيف فنيش حاولنا الاتصال بالخطوط الساخنة للأجهزة الأمنية والعسكرية من دون أن نحصل على رد فعدنا إلى المنزل ليل الأحد لأنه ما من خيار آخر سننام في المنزل رغم المخاوف سكان المبنى المجاور وردتهم الاتصالات على مدار يومين متتاليين ما دفعهم إلى الإخلاء لكنهم أيضا عادوا لاحقا الواقع مؤلم وعلى الأرجح يحاول العدو الإسرائيلي تخويف الناس وفي كل الأحوال لا يمكن المجازفة بالبقاء في المنزل وقد لاحظنا أثناء مغادرتنا حركة سير كثيفة وعمليات إخلاء لمبان كثيرة في منطقة سوق الغرب بناء على اتصالات مماثلة بدورها تتحدث مايا الخوري عن رعب الاتصالات الإضافي الذي يعاني منه اللبنانيون وتقول لـالعربي الجديد كأن الغارات الإسرائيلية لا تكفي حتى تأتينا تلك الاتصالات المشبوهة نقيم في منطقة الحدث المحاذية للضاحية الجنوبية ونعيش أوضاعا أمنية صعبة ورد اتصال إلى أحد سكان المبنى صباح يوم الجمعة علما أنه ضابط في الجيش اللبناني واستيقظنا على وقع الصراخ والفوضى حملت مفتاح السيارة وهرعت رفقة ابني وابنتي وانتقلنا إلى ساحة البلدة حيث بقينا داخل السيارة نحو ثلاث ساعات قبل أن نعود أدراجنا بعد تطمينات من الجيش بأن الاتصالات ترد إلى كثيرين وأن هدفها هو التخويف وتضيف الخوف يعطل التفكير ويكون تفكيرنا في الهروب فقط خاصة أننا لا نعلم المهلة الزمنية الممنوحة للإخلاء كما أن توقيتات الاتصال وإجبار الأهالي على الاستيقاظ لسماع الخبر والفرار بهذه الطريقة كلها عوامل تفاقم الرعب لا سيما مع وجود أطفال مشهد الهروب كان مأساويا وتوضح الخوري لم نعرف مصدر الاتصالات بعد ومن المؤكد أن العدو الإسرائيلي هو المسؤول عنها كونها انتشرت في وقت واحد ووصلت إلى أشخاص في أكثر من منطقة لبنانية والغرض هو إثارة الهلع أغلب المباني والمناطق في الضاحية الجنوبية لا علاقة لها بحزب الله وهناك العديد من أصدقائي الذين خسروا بيوتهم ومحالهم وأرزاقهم بذرائع إسرائيلية واهية فكيف ستكون هناك منشآت لحزب الله في منطقة الحدث الواقعة خارج نطاق الضاحية الجنوبية ضرب نزوح شبه جماعي منطقة زقاق البلاط في وسط بيروت وتوضح سميرة الأم لخمسة أطفال أنها غادرت منزلها رفقة عائلتها بعد ورود اتصال إلى جارتها النازحة بعد ظهر يوم السبت داعيا إياها لإخلاء المنزل وتقول لـالعربي الجديد هربنا جميعا من المبنى الذي يتألف من عشرة طوابق ويضم عددا كبيرا من العائلات من أهل المنطقة والنازحين كما غادر عدد كبير من سكان الأحياء الأخرى ومنهم من نام على الشاطئ ومنهم من قضى الليل في الشوارع خشية قصف المنازل فوق رؤوسهم وتتحسر سميرة على حالها كونها نازحة إذ قصدت منزل أصدقائها في منطقة دوحة الحص جبل لبنان وتضيف لن نعود إلى منزلنا حاليا ولا نعرف مصيرنا نترقب الأوضاع لتحديد وجهتنا المقبلة لم نعرف بعد مصدر الاتصال علما أن بعض الاتصالات زائفة بهدف إثارة الهلع نعيش حالة من القلق الدائم على الأطفال وكبار السن ناهيك بتشتت العائلات فقد هرع الأشخاص إلى مناطق مختلفة ليست أحوال ندى سكرية أفضل فقد اضطرت إلى ترك منزلها في منطقة رأس النبع بوسط بيروت والنزوح رفقة عائلتها إلى منزل أصدقائهم بالقرب من الزيتونة باي في وسط العاصمة وتخبر العربي الجديد أن أصدقاءها وجيرانها أرسلوا إليها التهديدات والإنذارات التي وصلت إليهم هاتفيا فلم يكن أمامها سوى إخلاء المنزل من باب الاحتياط خاصة أنه يقع خلف مركز حزب البعث العربي الاشتراكي لذي تعرض للاستهداف الإسرائيلي مؤخرا وتقول لم نتأكد من صحة التحذيرات لكننا فضلنا الابتعاد ريثما تستقر الأمور وتهدأ أعصابنا