من يمن الإيمان يعلو الموقف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي نصير القرآن والمستضعفين

44 مشاهدة

لم تكن الإساءة الأمريكية الجديدة للقرآن الكريم، التي ارتكبها مرشح أمريكي متطرف معادٍ للإسلام تحت غطاء “ترخيص رسمي” وفي فعالية علنية، حادثة عابرة أو سلوكاً فردياً منفلتاً كما سيحاول البعض تصويره، بل جاءت حلقة جديدة في سياق متصاعد من العداء المنهجي للمقدسات الإسلامية، وعدوان سافر على أقدس ما يؤمن به أكثر من ملياري مسلم في العالم. أن يتحوّل تدنيس كتاب الله إلى أداة دعاية انتخابية وأن يُمارس الفعل الشنيع أمام عدسات الكاميرات وتحت حماية القانون، فذلك يكشف بوضوح حجم الانحطاط الأخلاقي الذي بلغته المنظومة الغربية، ويؤكد أن ما يُسمّى “حرية التعبير” لم يعد سوى ستار يُستباح تحته الإسلام، بينما تُقمع الأصوات الحرة حين تنتصر للمظلومين أو تفضح جرائم الحلف الصهيوني في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن.
الأخطر من الجريمة نفسها، هو ذلك الصمت العربي والإسلامي المريب، الذي يكاد يكون مطبقاً، في وقت تُهان فيه المقدسات بلا أي رد يرقى إلى حجم الجريمة. صمت لا يمكن فصله عن حالة الخنوع العام، ولا عن انشغال الشعوب بقضايا هامشية وتفاهات مصنّعة بعناية، هدفها إبعاد الأمة عن دينها وثوابتها، وتشتيت وعيها عن معاركها المصيرية. لقد نجح الغرب عبر أدواته الإعلامية والثقافية، في إغراق المجتمعات بقشور الاستهلاك المفرط واللهو والصراعات الثانوية، فيما تُستباح الهوية الإسلامية من جذورها، ويُستهدف القرآن باعتباره الركن الأعظم الذي يحفظ لهذه الأمة وحدتها ومعناها ورسالتها.
وفي المقابل، تتبدى مسؤولية الزعامات والأنظمة العربية والإسلامية التي اختارت، عن وعي أو خوف، طريق التماهي مع السياسات الأمريكية والغربية، وقدّمت مصالحها الضيقة وبقاءها على الكراسي على أي اعتبار ديني أو أخلاقي. هذه الأنظمة لا تستمد شرعيتها من شعوبها، ولا تحتمي بإرادة الأمة، بل ترهن وجودها بحجم ما تقدمه من تنازلات، وبمدى رضا العواصم الغربية عنها. من هنا يصبح صمت الأنظمة وزعاماتها موقفاً متماهياً والتجاهل سياسة ممنهجة والتواطؤ مع أعداء الأمة واقعاً مهيناً، مهما قدمت من شعارات زائفة عن ارتباطها بالإسلام.
وسط هذا المشهد القاتم يخرج صوت من اليمن، من بلد أنهكته الحروب والحصار، ليكسر جدار الصمت

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة الثورة صنعاء لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح