الإمارات شريكة الاستقرار و الازدهار
21 مشاهدة
لم تكن السياسة في منطقتنا يوماً شأناً منفصلاً عن القيم. هكذا تشكّلت الشراكات، وهكذا صينت العهود، وهكذا فُهم معنى الوقوف مع الشريك حين ترتفع الكلفة ويثقل الحمل. في هذا السياق، لم يكن الصمت تراجعاً، بل خيار دولة تعرف متى تتكلم ومتى تترك للفعل أن يقول ما يعجز عنه الخطاب. الخلافات، حين تكون بين شركاء، تُدار داخل الإطار لا على الملأ، وتُحل بمنطق المسؤولية لا بمنطق الرسائل المفتوحة. غير أن لحظات بعينها تجعل الوضوح ضرورة، لا رغبة في سجال، بل حفاظاً على الحقيقة، وحماية لمعنى الشراكة ذاته.
ما جرى أخيراً لا يمكن اختزاله في اختلاف عابر في التقدير. الاختلاف بين الدول أمر طبيعي، بل متوقّع، لكن غير الطبيعي أن يُدار خارج أصوله، وأن يتحوّل من نقاش مسؤول بين شركاء إلى تشكيك علني، ومن تنسيق مطلوب إلى اتهام مباشر. في القضايا الأمنية الكبرى، للكلمات ثقلها، ولطريقة إدارة الخلاف تبعات تتجاوز اللحظة السياسية إلى بنية الثقة نفسها.
الحديث هنا عن شراكة مع الشريك، مركز ثقل إقليمي يدرك تماماً طبيعة الإمارات، ويعرف سجلّها، ويعي أن الإمارات العربية المتحدة لم تكن يوماً مشروع تهديد لأمن أحد، ولا طرفاً يبحث عن مكاسب على حساب حلفائه. وفي اليمن تحديداً، كان الدافع واضحاً منذ اللحظة الأولى: سدّ فراغ لو تُرك لتوسّع، ومنع انهيار لو وقع لامتدّ أثره إلى الجميع، والدفاع عن أمن مترابط لا يقبل التجزئة.
دخلت الإمارات اليمن حين كان الدخول مكلفاً، وحين كان التراجع خياراً أسهل وأقل ثمناً. قدّمت من دم أبنائها، وتقدّمت إلى مواقع لم تكن استعراضاً، بل واجباً فرضته المسؤولية. بنت حيث كان الفراغ يولّد التطرّف، وحمت ممرات ومناطق لو تُركت للفوضى لتحولت إلى أدوات ابتزاز تهدد أمن الإقليم بأكمله. هذه ليست سردية تُكتب لاحقاً، بل وقائع سبق الميدانُ السياسةَ في تثبيتها.
في ثقافتنا السياسية، من يشاركك الخندق لا يُعاد فحص نياته بعد انتهاء المعركة. ومن يضع أبناءه في خطوط النار لا يُختزل دوره في قراءة مجتزأة. ومن يتحمّل معك الكلفة لا يُفاجأ بخطاب
ارسال الخبر الى: