الإمارات من التطبيع إلى التحالف الميداني مع العدو الصهيوني

58 مشاهدة
منذ أن دخلت علاقات الإمارات مع الكيان الإسرائيلي مرحلة العلنية في اتفاقيات التطبيع في الثالث عشر من أغسطس 2020 والإمارات لا تدخر جهدا في خدمة الكيان دون خطوط حمراء أو اعتبار لسيادة أو دين أو أخلاق إعلان الولاء للعدو الإسرائيلي تحت مسمى التطبيع إعلان رسمي لعلاقة كانت تدار في الخفاء لسنوات طويلة غير أن هذا الإعلان لم يفتح صفحة جديدة بقدر ما أزاح الستار عن مشروع متكامل جعل من الإمارات بوابة عربية لنفوذ العدو الإسرائيلي في قلب الأمة فقد غدت الإمارات هي الممول والمنفذ للمخططات الإسرائيلية لقد تجاوز الأمر حدود الدبلوماسية إلى تماه تام في الرؤية والأهداف حتى وصف مؤسس مركز أصدقاء التراث الصهيوني مايك إيفانز محمد بن زايد بأنه أكثر دعما للكيان الصهيوني من كثير من اليهود من اليمن إلى السودان وليبيا وغزة تمددت اليد الإماراتية لتغرس أذرعا مسلحة تعبث بأمن الأوطان وتخدم أهداف الكيان أموال إماراتية تحول الفوضى إلى أداة جيوسياسية تنفذ من خلالها الأجندة الإسرائيلية في تفكيك المنطقة العربية وإغراقها في صراعات داخلية تبعدها عن مواجهة العدو الحقيقي إسناد العدو في زمن الحصارحين حاصرت القوات المسلحة اليمنية الملاحة الإسرائيلية وأوقفت الملاحة باتجاه ميناء أم الرشراش إيلات كانت الإمارات أول من هرع لنجدة الكيان عبر طريق بري يمر بالسعودية والأردن على مسافة 2000 كلم وتسيير أكثر من 300 شاحنة يوميا نحو الأراضي المحتلة ومن المهم التساؤل عن معنى أن يجد الكيان الصهيوني عند أخطر أزمة وجودية يمر بها في الإمارات أول حليف يهب إلى نجدته بعد الولايات المتحدة الأمريكية من دون شك الأمر يتجاوز التطبيع وله جذوره التاريخية التي كشف عنها طوفان الأقصى الذي أماط اللثام عن كثير من الوجوه القبيحة طيران الإمارات يغطي عجز العدوحين أغلقت شركات الطيران العالمية مطارات فلسطين المحتلة بعد الضربات اليمنية كانت الطائرات الإماراتية وحدها تملأ السماء المحتلة بل تحولت الإمارات إلى محطة إسناد جوي تقلع منها مئات الرحلات إلى مطار بن غوريون ناقلة الركاب والبضائع في ذروة العدوان على غزة ولبنان لتؤكد أن جسورها مع الصهاينة لم تقطع حتى في زمن الدم وبلغة البيانات لم يقتصر الدور الإماراتي في إمداد العدو الصهيوني بالغذاء بل حلت بديلا عن الشركات العالمية التي علقت رحلاتها إلى مطار بن غوريون إثر العمليات العسكرية اليمنية خاصة العملية التي نفذت في الـ4 من مايو الماضي والتي أدت إلى إصابة المطار بشكل مباشر محدثة حفرة كبيرة بعمق 25 مترا الأمر الذي أدى إلى إحجام شركات الملاحة عن التعامل مع المطار إلا أن الإمارات ملأت الفراغ متحملة التبعات المادية والمعنوية الكبيرة جراء الإقدام على خطوة مثل هذه في ظل ذروة العدوان على غزة عمدت الشركات الإماراتية إلى مضاعفة رحلاتها إلى مطارات العدو في ذات الفترة ولا تزال لتخفف آثار الأزمة على القطاعات الصهيونية المتضررة وتكثف من عروضها للمسافرين الصهاينة ففي تلك الفترة علقت عدة شركات طيران دولية مثل لوفتهانزا الألمانية والخطوط الجوية البريطانية و أميركان إيرلاينز الأمريكية و إير فرانس كيه إل إم نشاط رحلاتها إلى الكيان الإسرائيلي بالمقابل شهدت شركات الطيران الإماراتية فلاي دبي و الاتحاد للطيران زيادة ملحوظة في أعداد المسافرين عبر مطار بن غوريون حيث سجلت فلاي دبي ارتفاعا بنسبة 49 86 و الاتحاد زيادة بأربعة أضعاف مقارنة بالعام السابق وبعد أيام من سقوط الصاروخ اليمني في مطار بن غوريون علقت لافتة كبيرة في مدخل مدينة حيفا مكتوب عليها باللغة العبرية سافروا لأكثر من 100 وجهة عبر أبوظبي وبالأسفل اسم شركة الطيران الوطنية الإماراتية الاتحاد للطيران في ذات السياق كشف تقرير رسمي لـ الكنيست الإسرائيلي عن زيادة 60 8 في عدد المسافرين عبر فلاي دبي بين يناير وسبتمبر 2024 بينما شهدت شركات عالمية مثل لوفتهانزا انخفاضات كبيرة تجاوزت 60 اللافت أن الشركات الإماراتية تفوقت حتى على شركات الطيران الإسرائيلية مثل إل عال التي سجلت زيادة بنسبة 15 9 التقرير أشار أيضا إلى ارتفاع ملحوظ في شحن البضائع عبر فلاي دبي خلال عام 2024 في مقابل تراجع كبير لأنشطة الشركات الأجنبية نتيجة توصيات وكالة السلامة الأوروبية للطيران EASA بعدم التحليق في المجال الجوي الإسرائيلي من الجسر البري إلى الجويإضافة إلى الممر البري الذي دعمته الإمارات لتفادي الحظر اليمني فقد فتحت الإمارات جسرا جويا لإيصال المؤونة إلى الكيان الإسرائيلي في ذروة العدوان على غزة ولبنان في هذا الصدد نشير إلى تحقيق نشرته مبادرة تفنيد لتدقيق المعلومات وصحافة البيانات والتي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها والذي يفيد بأن الإمارات شكلت محطة إسناد جوي للكيان في ظل وقف كثير من دول العالم خطوطها الجوية مع تل أبيب وقد تحولت الإمارات وفقا للإحصائيات إلى محطة إسناد جوي للكيان على مساري رحلات الركاب والشحن الجوي للبضائع وكشف تحليل النشاط الجوي لرحلات الركاب بين الإمارات والكيان استمرار النشاط خلال الحرب بنفس الوتيرة تقريبا فبلغ إجمالي رحلات الركاب بين الإمارات والكيان عام 2022 نحو 5551 رحلة انطلقت 2689 رحلة من الإمارات بينما انطلقت 2862 رحلة من إسرائيل بينما بلغ عدد رحلات الركاب عام 2023 نحو 4892 رحلة انطلقت من الإمارات 2456 رحلة وانطلقت من إسرائيل 2436 رحلة وعلى خلاف باقي الدول العربية استمر النشاط في 2024 رغم الحرب إذ بلغت إجمالي الرحلات بين الإمارات والكيان حتى نهاية نوفمبر 4793 رحلة انطلقت من الإمارات 2293 رحلة بينما انطلقت من إسرائيل 2500 رحلة جميعها من مطار بن غوريون ولم يكن استقرار معدل رحلات الركاب هو المشهد الأبرز في تحليل النشاط الجوي ولكن برز أيضا أنه رغم ظروف الحرب فإن شركات الطيران الإسرائيلية خفضت عدد رحلاتها إلى الإمارات بينما زادت الشركات الإماراتية رحلاتها ويظهر تحليل رحلات الطيران بين الإمارات والكيان أن 5 شركات طيران تسيطر على تلك الرحلات وهي Arkia Israeli Airlines El Al Israel Airlines Israir Airlines وهي شركات إسرائيلية مقابل شركتين إماراتيتين وهما flydubai Etihad Airways وعلى الرغم من ذلك فإن شركة فلاي دبي تستحوذ على الحصة الأكبر من عدد الرحلات خاصة بعد الحرب وبحسب سجلات حركة الطيران بين الطرفين فقد قاما بتفعيل خط إمداد جوي لحركة البضائع عقب اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مباشرة إذ رصد التحقيق تخصيص 10 رحلات دائمة لنقل البضائع بين الكيان والإمارات وبدأت أولى تلك الرحلات في شهر نوفمبر 2023 بعد اندلاع الحرب مباشرة وسجلت 16 رحلة بين تل أبيب ودبي خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2023 بينما بلغ عدد الرحلات حتى نهاية نوفمبر 2024 نحو 233 رحلة وكانت أغلب الرحلات تنقل البضائع إلى الكيان إذ بلغت الرحلات من دبي إلى تل أبيب 149 رحلة بينما عدد الرحلات العكسية من تل أبيب إلى دبي 84 رحلة فقط كما كشفت سجلات حركة الطيران أن الإمارات لم تنشء خط إمداد جوي فقط للكيان ولكنها استطاعت منذ عام 2023 أن تحصل على جزء من كعكة الشحن الجوي الدولي للبضائع من وإلى إسرائيل وتنامى هذا الدور بشكل كبير بعد الحرب إذ بتتبع سجل حركة شركة تشالينج جروب تظهر سجلات الشركة أنها مسؤولة بشكل كبير عن التبادل الجوي للبضائع بين الكيان وعدد كبير من الدول أبرزها هونغ كونغ والهند عبر الشركة الأصلية تشالينج آيرلاينز آي ال من خلال رحلات مباشرة بين مطار بن غوريون بـ تل أبيب ومطار هونغ كونغ الدولي ومطار مومباي الدولي بالهند بل وتحولت الإمارات إلى محطة وسيطة للرحلات بين هونغ كونغ والهند و إسرائيل وأظهرت السجلات أن الخط المباشر بين إسرائيل وهونغ كونغ عبر الشركة الإسرائيلية تشالينج آيرلاينز آي ال استخدمت فيه طائرات من نوع Boeing 747 412F B744 وهي طائرات كبيرة ذات تكلفة اقتصادية عالية اشتراك في الحرب والهزيمةوكما شاركت الإمارات في حرب الإبادة على غزة ونظرا لانخراطها الكامل في الجريمة فمن الطبيعي أن تشارك العدو الإسرائيلي الهزيمة عقب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بشروط المقاومة فمع إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت أكثر من عامين كان من المنتظر أن يسود خطاب عربي موحد يثمن صمود الشعب الفلسطيني ويشيد بالجهود التي أنهت الكارثة الإنسانية لكن الإمارات كانت تغرد في السرب الإسرائيلي إذ أن المفارقة جاءت من إعلام الإمارات الذي أطلق موجة غير مسبوقة من الشماتة والتشويه والتحريض ضد المقاومة الفلسطينية محاولا قلب الحقائق وتبييض وجه العدو الإسرائيلي في لحظة تاريخية شكلت انتصارا سياسيا وإنسانيا للمقاومة بعد حرب الإبادة هكذا كشف طوفان الأقصى عن الوجوه التي كانت تختبئ خلف الأقنعة وأسقط عن دولة الرفاه غطاءها لتبدو كما هي قاعدة متقدمة لمشروع صهيوني يطوق الأمة من داخلها وهكذا من السماء إلى البحر ومن الموانئ إلى الشاشات تتبدى الإمارات اليوم كذراع صهيونية تنفذ أجندة العدو بلسان عربي ومال عربي وسلاح عربي موجه إلى صدور العرب أنفسهم The post الإمارات من التطبيع إلى التحالف الميداني مع العدو الصهيوني appeared first on Alainpress

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العين برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح