الإله الإسرائيلي وشوكة غزة التي في حلقه
31 مشاهدة
| خالــد شــحام
كيف يمكن تحويل شيء ما على المستوى الأرضي إلى آلهة ؟ وكيف يمكن تعظيم شيء أو وضعه بمنزلة القداسة والمهابة القسرية أو الطوعية ؟
يكفي لحدوث ذلك أن تنحني أمام الشيء ، ثم لتتجلى ذروة التأليه يمكنك الانتقال من الانحناء إلى الركوع ضمن شيفرة الرمزيات الفطرية البشرية ، هذا تماما ما يحدث مع الواقع حيال الكيان الصهيوني والعصابة المجرمة التي تقوده وتحرك خططه ومساراته عبر العالم ، ففي الوقت الذي نشاهد فيه انتقال العالم من منطق الانحناء إلى الركوع أمام هذا الكيان ، نفهم تماما أن هذا الشيء يحاول الوصول الى منزلة التأليه بالمناعة والقوة والهيمنة المطلقة على مستوى شامل ، لقد انخفض هذا العالم بكل قياداته ومؤسساته بما فيه الكفاية ليصبح هذا الكيان آلهة أرضية زائفة يكاد يعلن ملكه على كل الأرض.
في يوم الأربعاء الماضي يخرج ملك الكذب نتانياهو على الملأ الاسرائيلي ليعلن عن التصديق على أكبر صفقة لبيع الغاز الفلسطيني لمصر وبقيمة تبلغ 112 مليار (شيكل ) أو حوالي 34 مليار دولار ، وبهذا التصريح الاستعراضي يعلن الرجل عن مجموعة فتوحات جديدة للدولة العبرية تنطوي كالعادة على أكبر قدر من الإهانة والإحراج للعرب وتحقيق التمجيد والتأليه لشخصه وحجز مقعده الانتخابي في عام الدم القادم ، يغمز هذا المخلوق من خلال هذا الإعلان إلى عدة حقائق ويبعث برسائل معنوية وتحضيرية لكل الأطراف عربيا وعالميا لكي يفهم الجميع بأن الأمر ليس الأمر مجرد صفقة تجارية ، أولها هو ان الموافقة على هذه الصفقة قد تمت بعد التمنع الظاهري مقابل أثمان ما لا تزال طي الكتمان ، فالثمن بالتأكيد ليس مجرد سيولة اقتصادية فقط تنعش الاقتصاد الداخلي المهدد بالخطر ، وثانيها رسالة طمأنة الى الداخل الصهيوني بأن عمليات الكيان الداخلية والخارجية ونشاطاته العدوانية لم تتسبب في قطع الرزق عن خزينة الكيان ضمن موجات المقاطعة العالمية التي يتعرض لها ، أما أخطر رسالة ساخرة ملغمة في داخل إعلانه فهي بأن العرب قد كافئوه على جرائمه و تكفلوا بتغطية
ارسال الخبر الى: