دور الإعلاميين في ترسيخ الثقافة الشعبية تجاه القضايا الوطنية العادلة
في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات وتختلط فيه الحقائق، يقف الإعلامي الواعي موقف الحارس الأمين على وعي الأمة وذاكرتها. فالقضايا الوطنية العادلة لا تنتصر فقط في ميادين النضال، بل تنتصر أيضاً في ساحة الوعي، حيث الكلمة الصادقة أقوى من الرصاصة، والصورة المعبّرة أبلغ من الخطب الطويلة.
إن الإعلامي ليس مجرد ناقل للأحداث، بل هو صانع للرأي العام، ومهندس للوجدان الشعبي. دوره أن يضيء مساحات الحقيقة أمام الناس، وأن يقدّم المعلومة الدقيقة بعيداً عن التضليل والتهويل، وأن يحفظ للقضية الوطنية نقاءها في مواجهة حملات التشويه.
عليه أن يروي للناس تاريخ قضيتهم، وجذورها، وأن يعرّفهم برموزها الذين سطّروا ملاحم الفداء، وأن يوقظ فيهم روح الانتماء التي تجعلهم صفاً واحداً في وجه كل محاولات الإضعاف والتفرقة.
وفي عصر المنصات الرقمية، بات لزاماً على الإعلامي أن يوظّف كل وسيلة متاحة؛ من الشاشة إلى الهاتف، ومن المقالة إلى المقطع القصير، ليصل صوته إلى كل بيت، ويغرس وعي القضية في قلوب الأجيال الجديدة.
إن الكلمة الوطنية الصادقة، إذا خرجت من قلب الإعلامي المخلص، تصبح شعلةً في دروب الحرية، ودرعاً يحمي الهوية، وجسراً يربط الماضي بالحاضر والمستقبل. ومن هنا، فإن مسؤولية الإعلاميين اليوم ليست مهنية فحسب، بل هي أمانة تاريخية، لأنهم يحملون في أقلامهم وميكروفوناتهم مصير قضية، وكرامة شعب، وحق أمة.
ارسال الخبر الى: