الإعلام الفلسطيني في لبنان معركة الوعي وحماية الهوية

بقلم/ د. وسيم وني
لم يعد الإعلام مجرّد وسيلة لنقل الأخبار أو عرض البرامج، بل تحوّل إلى قوة ناعمة تُعيد تشكيل المجتمعات وتوجيه الرأي العام، حتى أصبح مرآة عاكسة لقيم الشعوب ومواقفها ، فالكلمة والصورة والصوت قادرة على رفع منسوب الوعي الجمعي وبناء أجيال واعية، كما يمكن – إن أسيء استخدامها – أن تهدم أسس المجتمع وتشوّه قيمه ، ولهذا يتحمّل الإعلام العربي والفلسطيني خصوصًا مسؤولية مضاعفة في حماية الهوية الثقافية والاجتماعية لشعبنا، وانتقاء ما يُعرض من مضامين، بما يتماشى مع قيمنا الوطنية وأخلاقنا وتاريخنا النضالي والمشروع الوطني الفلسطيني.
الإعلام الفلسطيني في لبنان.. جبهة نضال
يظل الإعلام الفلسطيني في لبنان جبهة متقدمة من جبهات النضال الوطني، وقد عبّر الشهيد القائد ياسر عرفات عن ذلك بقوله: الإعلام هو جبهة من جبهات نضالنا الوطني، ومن يتحكم بالكلمة يتحكم بالوعي.
فالإعلام ليس مجرد ناقل للأخبار، بل أداة استراتيجية لحماية الهوية الوطنية، وصون الذاكرة الجمعية، وترسيخ حق العودة والقدس عاصمة دولتنا المستقلة.
إن فهم الإعلام بهذه المعايير يجعل من كل خبر أو منشور أو برنامج جزءًا من الجبهة الوطنية التي تحمي المشروع الوطني الفلسطيني وتواجه محاولات الطمس والتضليل، وتعمل على رفع وعي المجتمع تجاه القضايا المركزية والتحديات التي تواجه شعبنا ومخيماتنا، خصوصًا في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية ومخيماتنا.
الإعلام.. صوت القضية وذاكرة اللجوء
بالنسبة للفلسطيني في لبنان، لم يكن الإعلام يومًا مجرد وسيلة لنقل الخبر، بل ظلّ على الدوام صوتًا للقضية وذاكرةً للجوء، فمن خلال الصحف والإذاعات والفضائيات، وصولًا إلى منصات التواصل الاجتماعي بكافة مسمياتها، استطاع الفلسطيني أن يحافظ على روايته التاريخية ويواجه محاولات التشويه والطمس، فالإعلام هنا ليس ترفًا ولا تزيينًا للواقع، بل خط الدفاع الأول عن هويتنا الوطنية، وحارسًا للأجيال من خطر الاغتراب والذوبان وحارساً للقرار الفلسطيني المستقل وبرنامجنا الوطني.
المخيمات.. بين الحاجة إلى إعلام هادف وخطر الإسفاف
تعيش المخيمات الفلسطينية في لبنان أوضاعًا اجتماعية واقتصادية وإنسانية معقدة، ما يجعلها ساحة مفتوحة أمام الشائعات والأخبار المضللة ، وفي
ارسال الخبر الى: