الإعلام الأميركي والسباق إلى البيت الأبيض قرارات غير مسبوقة

٢٤ مشاهدة
أعلنت صحيفة واشنطن بوست الأميركية العريقة التي يملكها الملياردير جيف بيزوس الجمعة أنها لن تدعم لا الديمقراطية كامالا هاريس ولا الجمهوري دونالد ترامب المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية وذلك في موقف تتخذه للمرة الأولى منذ عام 1988 وقال الرئيس التنفيذي للصحيفة وليام لويس إن هذا يمثل عودة إلى جذورنا بعدم تأييد مرشحين رئاسيين خطوة واشنطن بوست تعكس تغيرا في مشهد الإعلام الأميركي مقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة الحياد بعد أربعة عقود طوال العقود الأربعة الماضية دأبت هيئة تحرير الصحيفة على دعم مرشحين وجميعهم من الديمقراطيين قبل أن تقرر الآن البقاء على الحياد في أحد أكثر الانتخابات استقطابا في تاريخ الولايات المتحدة في خطوة غريبة على الإعلام الأميركي خصوصا في العقود الثلاثة الأخيرة وعلى الرغم من فقدان الصحف التأثير الذي كانت تحظى به في السابق إلا أن واشنطن بوست التي تتخذ من الديمقراطية تموت في الظلام شعارا لا تزال تحتفظ بتأثير ملحوظ بين النخبة في العاصمة الأميركية وهاجم رئيس التحرير التنفيذي السابق لـواشنطن بوست مارتي بارون جبن الصحيفة الذي ستسقط الديمقراطية ضحيته وقال بارون إن ترامب سينظر الى القرار كدعوة ليمارس مزيدا من الترهيب بحق جيف بيزوس مالك واشنطن بوست جيف بيزوس هو مؤسس شركة أمازون وشركة الفضاء بلو أوريجين وكلتاهما لديها عقود مع الحكومة الفيدرالية خلال إدارة ترامب اضطر البنتاغون إلى إلغاء عقد للحوسبة السحابية قيمته عشرة مليارات دولار مع مايكروسوفت بعد أن رفعت أمازون دعوى قضائية زعمت فيها أن العقد سلب منها لمعاقبة بيزوس على تقارير واشنطن بوست المتعلقة بترامب وكان ترامب قد صرح علنا بأنه راجع شخصيا العقد الذي كان من المتوقع أن تفوز به أمازون وفي النهاية حصلت أربع شركات بينها أمازون ومايكروسوفت على حصة في العقد أما الرئيس التنفيذي الحالي للصحيفة وليام لويس فيتمتع بسمعة محافظة شغل لويس نفس المنصب في صحيفة وول ستريت جورنال المملوكة لروبرت مردوخ وعمل محررا لصحيفة تليغراف التي تتخذ من لندن مقرا لها والتي ترتبط بتحالف وثيق مع حزب المحافظين وكان مستشارا للبريطاني المحافظ بوريس جونسون عندما كان رئيسا للوزراء وقال مقربون من بيزوس لـالإذاعة الوطنية الأميركية NPR إن اختيار الأخير للويس يعود في جزء منه إلى قدرته على التوافق مع الشخصيات السياسية المحافظة صاحبة النفوذ وبينها مردوخ لوس أنجليس تايمز أيضا يأتي قرار واشنطن بوست في أعقاب خطوة مماثلة عرفها الإعلام الأميركي لكن هذه المرة في صحيفة لوس أنجليس تايمز إحدى الصحف الأميركية الكبرى المتبقية وأعلنت مسؤولة التحرير في صحيفة لوس أنجليس تايمز مارييل غارزا استقالتها الأربعاء احتجاجا على منع مالك الصحيفة باتريك سون ــ شيونغ هيئة التحرير من إصدار تأييد لهاريس اعتبرت غارزا أن القرار صور الصحيفة كأنها جبانة ومنافقة أيدت لوس أنجليس تايمز كامالا هاريس وهي من سكان كاليفورنيا وتعيش في لوس أنجليس لمنصب عام من قبل وكانت صفحات الافتتاحيات في الصحيفة تدين روتينيا ترامب وسياساته بعد فترة وجيزة من استقالة غارزا استقال عضوان آخران من هيئة التحرير هما روبرت غرين وكارين كلاين فاز غرين 65 عاما بجائزة بوليتزر لكتابة الافتتاحيات الصحافية عام 2021 بعدما نجح في دفع مسؤولي لوس أنجليس إلى تنفيذ تغييرات في قضايا مثل الشرطة وإصلاح الكفالة والسجون وغيرها وأصدر بيانا يشرح قراره بترك صحيفة لوس أنجليس تايمز قال فيه أدرك أن القرار يعود إلى المالك لكن الأمر مؤلم بشكل خاص لأن أحد المرشحين دونالد ترامب أظهر عداء شديدا للمبادئ التي تشكل جوهر الصحافة احترام الحقيقة وتبجيل الديمقراطية أما كلاين فكتبت على حسابها في فيسبوك أنها لا تمانع تدخل سون شيونغ في هذه القرارات لكن ما لم تكن راضية عنه هو انتظاره حتى اللحظة الأخيرة لمنع تأييد هاريس ما يمكن قراءته على أنه دعم لترامب وقد استغل ترامب مخاوف كلاين فوصفت حملته عدم حصول هاريس على تأييد من صحيفة رئيسية في ولايتها بأنه ضربة مهينة من المفترض أنها أظهرت أن حتى مواطنيها الكاليفورنيين يعرفون أنها ليست على مستوى المنصب وقال سون شيونغ في مقابلة مع صحيفة سبكتروم نيوز الخميس الماضي إنه يخشى أن يؤدي تأييد مرشح على حساب آخر إلى زيادة الانقسام في البلاد وانتقد سون شيونغ الذي تقدر ثروته بنحو 7 1 مليار دولار عشرات القراء الذين ألغوا اشتراكاتهم في الصحيفة بعد القرار مدعيا أنهم يساهمون في القضاء على الديمقراطية وقال يمكنكم التعبير عن آرائكم لكنني آمل أن تفهموا أن عدم الاشتراك في الصحيفة يزيد من إضعاف الديمقراطية والسلطة الرابعة من جهتها أوضحت نيكا باتريك سون ــ شيونغ 31 عاما ابنة مالك الصحيفة في بيان أن قرار عائلتها بعدم تأييد هاريس يعود إلى مواقفها من الحرب في غزة ودعمها المستمر لإسرائيل وهو ما وصفته بـالإبادة الجماعية وأضافت أن عائلتها التي عانت من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وجدت في هذا القرار فرصة لرفض مواقف تستهدف الصحافيين والأطفال الأبرياء في النزاعات المسلحة وأكدت أن قرار العائلة ليس تصويتا لدونالد ترامب وإنما رفضا لتأييد مرشح يدير حربا ضد الأطفال الأبرياء نيكا التي تعد ناشطة بارزة على مواقع التواصل الاجتماعي وتضع العلم الفلسطيني بجوار اسمها على منصة إكس تويتر سابقا تنتقد بشدة العدوان الإسرائيلي على غزة وتتهم إسرائيل بارتكاب مجازر كما توجه انتقادات لاذعة لإدارة بايدن بسبب موقفها الداعم لإسرائيل في المقابل حرص والدها باتريك سون ــ شيونغ على التأكيد بأن ابنته لا تمثل الصحيفة أو أي قرار متعلق بها مشيرا إلى أن تصريحاتها تعبر عن آرائها الشخصية فقط سون ــ شيونغ الذي اشترى الصحيفة في عام 2018 مقابل 500 مليون دولار شدد في تصريحاته على أن قراره بعدم تأييد أي مرشح ليس تحيزا لصالح ترامب وإنما هو موقف يهدف إلى الحفاظ على استقلالية الصحيفة وحيادها مواقف الإعلام الأميركي في أغسطس آب الماضي أعلنت صحيفة مينيسوتا ستار تريبيون أنها لن تدعم أيا من المرشحين للرئاسة الأميركية بعد الآن ويملك الصحيفة الملياردير غلين تايلور وهو يملك أيضا فريق مينيسوتا تيمبرولفز وناشرها هو ستيف غروف الذي كان مفوض التنمية الاقتصادية في إدارة الحاكم تيم والز زميل هاريس في الترشح لمنصب نائب الرئيس وعلى النقيض من ذلك أعلنت صحيفة نيويورك تايمز تأييدها لهاريس في سبتمبر أيلول ووصفتها بأنها الاختيار الوطني الوحيد للرئاسة أما ترامب فتلقى دعما خاصا الجمعة من صحيفة نيويورك بوست التي يملكها روبرت مردوخ والتي أعلنت أن أميركا مستعدة اليوم لاستعادة دونالد ترامب البطل للرئاسة وعلى صعيد القنوات التلفزيونية فقد هدد دونالد ترامب مرارا بسحب تراخيص البث من ثلاث شبكات تلفزيونية كبيرة هي إيه بي سي ABC وسي بي إس CBS وإن بي سي NBC انتقاما من المدققين فيها الذين فحصوا دقة تصريحاته هو وجي دي فانس الذي اختاره ليكون نائبا له وذلك أثناء المناظرات والتغطية الإخبارية التي يزعم أنها غير عادلة وفي هذا السياق قال ثلاثة صحافييين في قناة إم إس إن بي سي MSNBC لـالإذاعة الوطنية العامة إن زملاء لهم أبدوا قلقا من أن الفيلم الوثائقي الذي أنتجته استوديوهات إن بي سي نيوز حول آثار سياسات ترامب على الأسر المهاجرة المنفصلة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لن يعرض حتى أوائل ديسمبر كانون الأول المقبل بعد شهر من إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية نجمة إم إس إن بي سي راشيل مادو من بين أكبر الداعمين للفيلم داخليا ويستند الفيلم إلى تقارير إن بي سي ومراسل إم إس إن بي سي جيكوب سوبوروف وأخرجه المخرج السينمائي الشهير إرول موريس وقد شكك موريس علنا في قرار الشبكة إذ غرد موريس في وقت سابق من هذا الشهر لماذا لم يعرض فيلمي على إن بي سي قبل الانتخابات إنه ليس فيلما حزبيا إنه يتعلق بسياسة كانت مقززة وينبغي عدم السماح بتكرارها استنتجوا بأنفسكم في المقابل رفض المسؤولون التنفيذيون في إن بي سي نيوز أن تكون الاعتبارات السياسية قد لعبت أي دور في قرار برمجتها بشأن الفيلم عرضت قناة إم إس إن بي سي فيلما آخر بعنوان من روسيا مع ليف حول الاتهامات ضد ترامب من قبل حليف تحول إلى منتقد هو ليف بارناس وصف كبار مقدمي البرامج في إم إس إن بي سي ترامب بأنه فاشي مرارا في الأيام الأخيرة استنادا إلى تصريحات لاذعة من العديد من كبار مساعدي ترامب السابقين وفي بيان أكدت إن بي سي نيوز أنها فخورة بفيلم سوبوروف مشيرة إلى أنه يستند إلى تقارير بثت سابقا على إن بي سي وإم إس إن بي سي

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح