الإسلام والأوبئة عموما والكوليرا خصوصا

٦٠ مشاهدة

الوطن العدنية/مقال لـحسن الكنزلي


يمر العالم يمر بأزمات ومصائب كثيرة، لعل منها أزمة انتشار الأوبئة والأمراض، التي لم تكن على سالف عهده. والناس ربما لضعف عقيدتهم، يتخبطون ويتعلقون بأسباب مادية صرفة؛ ويجهلون الأسباب الشرعية التي تعينهم على الحماية.
والابتلاء بهذه الأوبئة لها حكم، لعل منها إدارك فقر العباد إلى الله، وعدم اسنغنائهم عنه، رغم تقدمهم. والاستيقان أنه لا يقضي الحاجات، ويكشف الكربات، ويدفع البلاء، ويشفي المرض؛ إلا الله وحده!
وقضاء الله قد يكون خيرًا، أو شرًّا، وهذا من أركان الإيمان، وثوابت العقيدة، والله -تعالى- ما أنزل مرضا؛ إلا وأنزل له شفاء علمه من علم، وجهلهه من جهل. وهذا يدفعنا إلى البحث والتجربب والتقصي والاستقراء حتى نكتشف الدواء.
ومن تعاليم ديننا؛ أنه إذا وقع الوباء بأرض؛ أن لا نذهب إليها؛ حتى لا نصاب به، ونلقي بأنفسنا إلى التهلكة، وإذا وقع بأرض نحن فيها؛ لا نخرج منها؛ حتى لا ننقله فنتسبب في هلاك غيرنا ونبوء بإثم هلاكهم أو التسبب في أذيتهم.. وذلك أن الخروج من منطقة الوباء لا يؤدي إلى الشفاء منه؛ بل يفاقمه، وينشره إلى مكان آخر. مما يعني حمل أنفسنا على الثقة بالله والتوكل عليه، والصبر على قضاه والرضا به.
كما حذر ديننا من الاختلاط بأهل المرض المعدي كنوع من الفرار من قدر الله إلى قدر الله؛ أي من أسباب المرض المقدرة إلى أسباب اجتنابه وأسباب الصحة؛ متوكلين ومعتمدبن على الله! وبهذا يكون الإسلام قد سبق إلى ما يسمى بالحجر الصحي.
وبامتثال هذه الأوامر تتحقق مقاصد الشريعة في حفظ النفوس والأبدان.
والمسلم إذا أصيب بالوباء؛ يرضى بقدر الله ويصبر، ولا يتسخط، ويوقن أن ما أصابه؛ لم يكن ليخطؤه، وما أخطأه لم يكن ايصيبه، ويعلم أنه خير له، وأنه مأجور!
والتزام المؤمن تعاليم الإسلام حال الوباء، مخلصا لله -تعالى-؛ رفعة لدرجاته وتكفير لسيئاته؛ حتى يلقى الله طاهرا من الذنوب
وبناء على ما سبق؛ فإن من واجب السلطات بذل كل ما في وسعها، من الحجر الصحي، والقضاء على مسببات الوباء؛ لأن ذلك

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع الوطن العدنية لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح