الإرادة الفلسطينية أقوى من حلم التهجير موسى المقطري
42 مشاهدة
ليس من اليوم بل منذ نكبة 48 واجه الشعب الفلسطيني سياسات تهجير قسرية تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وإحلال مستوطنين يهود مكانهم ومع ذلك لم يخضع الفلسطينيون لهذه السياسات بل قاوموها مستخدمين أدوات واستراتيجيات متنوعة للحفاظ على وجودهم وحقوقهم نجحت عالاقل في إفشال كل جهود تصفية القضية الفلسطينية وهو الحلم الذي ظل يراود المحتلين منذ 77 عاما وطوال هذه السنوات فشلت كل جهودهم في الغاء الوجود الفلسطيني ونجح أهل الأرض الاصليين في التشبث بها ولاجل هذه الغاية دفعوا ضريبة طويلة من التضحيات أسست لحالة أصيلة من الارتباط بين الأرض والانسان يستحيل فصلها أو التأثير عليها لم يستسلم الفلسطيني لقدره كضحية بل تحول إلى الفعل المقاوم منذ القدم وتناقلت الأجيال ثقافة المقاومة كبديهية ملازمة للحياة اليومية ثم غيرت السنوات والتجارب في آليات وأساليب المقاومين الذي أحدثوا نقلة نوعية وتحولوا من مرحلة الحجارة إلى الصاروخ والقذيفة وهذه النقلة هي رسالة للعالم أن الآتي أشد واقسى على المحتلين كما حافظوا على هويتهم الوطنية كصفة ملازمة لهم حيثما حلوا ولم يتخلى أي فلسطيني عن مفتاح داره الذي اضطر لتركه قسرا وأضحت المفاتيح رمز لحق العودة ورفض التوطين كاحد اشكال المقاومة الرمزية ضد التهجير ومحو الوجود في عام 1948طرد أكثر من 750 ألف فلسطيني من ديارهم وهو ما يعادل نصف سكان فلسطين وقتها ودمرت مئات القرى والمدن الفلسطينية لكن الغالبية من المهجربن سكنوا في مخيمات مؤقتة تحولت لاحقا لمدن جديدة احتفظوا فيها بوجودهم وهويتهم وروحهم المقاومة وبحسب آخر البيانات فإن عددهم حاليا في كافة مناطق فلسطين التاريخية حوالي 7 200 000 سبعة مليون ومأتين الف وهذا ليس له إلا معنى واحد هو فشل كل جهود التضييق والاعتقال والقتل ومصادرة وجرف الأراضي الزراعية وهدم المنازل في إقناع الفلسطيني بمغادرة أرضه وداره تصريحات ترامب الأخيرة بشأن تهجير سكان غرة هي حلقة تضاف إلى سلسلة طويلة ممتدة من سبعة عقود أثبتت الأيام والأحداث أنها غير قابلة للتطبيق كما أن الرفض العربي والدولي الرسمي والحقوقي سيشكل أحد أدوات الضغط لفشل هذا التوجه إضافة إلى أن الخطة الحالية قد تؤدي إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب خاصة إذا استمرت الضغوط على مصر والأردن وفي الداخل الفلسطيني فإن خطة التهجير ستكون مدخلا لتعزيز وحدة الفلسطينيين وسيزداد وقوفهم ودعمهم لمشروع وحركات المقاومة ولا ننسى أن التهجير القسري يعتبر جريمة حرب وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة مما يعرض الولايات المتحدة وإسرائيل لانتقادات دولية واسعة ما هو مؤكد أن الشعب الفلسطيني سيظل متمسكا بحقه في أرضه وهويته الوطنية وسيواجه التهجير بأساليب وأدوات متكاملة تشمل الصمود على الأرض والمقاومة المسلحة والوحدة الداخلية وحشد الجهود الرسمية والإنسانية الدولية للوقوف ضد هذا المشروع المشئوم وسينجح الفلسطينيون حاليا كما نجحوا سابقا وإن غدا لناظره قريب دمتم سالمين