في أرض الإخوة حكايات تروي وقائع وأداء مشغول بحرفية
٧٤ مشاهدة
في أرض الإخوة 2024 للإيرانيين رها أميرفضلي وعلي رضا قاسمي شخصيات متفاوتة الأعمار تواجه وقائع تتناقض وفكرة أن إيران منذ نهاية عام 2001 على الأقل أرض أخوة تستقبل أفغانا هاربين من حرب الولايات المتحدة الأميركية على إرهاب تنظيمات متشددة إسلاميا كـطالبان والقاعدة أرض منذورة للأخوة ووقائع تقول إن الأخوة ظاهرة رغم مصائب تحل ومن يصنع المصائب أفراد فأفراد آخرون وجميعهم إيرانيون يكنون كل حب واحترام لهؤلاء الإخوة الظاهر أيضا أن قلق اليومي مرافق دائما لأفغان يلجأون إلى إيران بحثا عن منفذ لخلاص مرجو فإذ بصدمات يواجهونها وحقائق يصطدمون بها فتنكشف جوانب غير سليمة في أرض الإخوة تلك والفيلم المعروض للمرة الأولى دوليا في الدورة الـ40 18 ـ 28 يناير كانون الثاني 2024 لـمهرجان ساندانس السينمائي يخفف من كل تفكير عميق بالظاهر بصريا وبخفاياه المتسللة بهدوء إلى واجهة المشهد بسرده حكايات أفراد ربما تكون نموذجا يعمم لكن مفردات التعبير السينمائي تبدو كأنها مكتفية بهؤلاء الأفراد سرد حكاياتهم هم فقط أساسي في نص كتابة الثنائي قاسمي وأميرفضلي نفسه يوحي برغبة في السرد فقط تاركا مخبأ فيه ينكشف في قول أو تصرف أو علاقة أو حالة وهذا إذ يساهم بجعل متعة المشاهدة أعمق وأجمل يجعل المتعة نفسها مدخلا إلى تفكيك عوالم ونفوس وأنماط تفكير وممارسة سلطة الحكايات ثلاث تتقاسمها الشخصيات نفسها في أوقات مختلفة وتروي تفاصيل من يوميات الأبرز فيها والرابط بينها يتضح إما بإيحاء وإما مباشرة وإن تكشف المباشرة بإيحاء مبطن أي أن حكايات في أرض الإخوة المختار لبرنامج عروض خاصة في الدورة الـ58 28 يونيو حزيران ـ 6 يوليو تموز 2024 لـمهرجان كارلوفي فاري السينمائي يمكن أن تقرأ وتشاهد وتعاش بسلاسة وبساطة ومن دون تفكير في دلالاتها ورموزها وانتقاداتها وهذا إن يحدث يمتع عينا وقلبا وروحا لكنه يعجز عن تفادي المخبأ في ثنايا كل حكاية من مسارب ومنعطفات ومواقف وتأملات أول حكاية 2001 يرويها محمد محمد حساي تلميذ مدرسة يبلغ 15 عاما يشعر بحب لليلى حميدة جعفري ومعها يمضي أوقاتا مسروقة من أهل وأقارب ويلقنها اللغة الإنكليزية ويصنع لها هدايا من أوراق عادية ذات يوم يأمره الشرطي أصغري هجير مرادي بمرافقته إلى مركز الشرطة للمساعدة في تصريف مياه تغمر الطابق الأرضي أرشيف ثم يعتني به إلى حد الاعتداء الجنسي عليه ما يدفع محمد إلى تصرف مؤلم بحق ذاته للخلاص من وحش لا يرتوي ليلى محور الحكاية الثانية 2010 عاملة في منزل فخم لزوجين ثريين مهران فوزوغي ومرجان اتفاغيان في منطقة بندر أنزلي بحر قزوين تحاول إيجاد توازن بين تحضيرات تتناسب والاحتفال برأس السنة الفارسية والاعتناء بابنها العائد من المدرسة والموت المفاجئ لزوجها صباح اليوم نفسه خوف يعتريها من قول حقيقة الوفاة لأن إمكانية الترحيل واردة خوف من إعلان حقيقة مرده خوف من خسارة منفذ لحياة مطلوبة خوف من كشف مستور منبثق من رغبة في خروج آمن من مأزق عيش في بلد يفترض به أن يكون أرض أخوة الكذب سمة شخصيات سينمائية إيرانية كثيرة مع ما يصنعه الكذب من تعقيدات ومطبات وأهوال مدخل إلى إخفاء وقائع بل إلى فضح هشاشة وانصياع إلى انفعال موت الزوج سر ودفنه في مكان ما في حديقة المنزل إذعان لاواع ربما لطغيان الخوف من مقبل مجهول الدفن بحد ذاته مشهد بديع سينمائيا وحميدة جعفري باهرة في تأدية دورها في تلك الحكاية ثالث الحكايات 2020 يرويها قاسم بشير نيكزاد الشقيق الأكبر لليلى زوج هانية مرجان خالقي البكماء يعلم أن ابنه الذي يفترض به أن يعمل في تركيا تحضيرا للجوء إلى ألمانيا شهيد بعد مشاركته إخوة إيرانيين في حرب سورية معرفته هذه يؤكدها مسؤول أمني يعطيه الهاتف الجوال للابن الشهيد لقطات تكشف اتصالات متكررة للأب بالهاتف نفسه مع أن ردا واحدا يتكرر عن عدم قدرة متلقي الاتصال على الرد حاليا الحيرة قاسية كقسوة الخبر والواقع حيرة بين إخبار الزوجة أم لا والاستمرار في عيش مليء بأحلام تبدو له أوهاما أم الانفضاض على هذا كله بكاء وقهرا وصراخا مكتوما كتطهر شبه كامل من وجع وخيبة وانكسار الحكايات غير محصورة في اختزال مضامين مفتوحة على أسئلة عيش وحياة وانتماء ورغبات وتطلعات وعلاقات ومشاعر ووقائع في أرض الإخوة إشارات تراوح بين وضوح مخفف ومواربات جمالية تصنع أحد معالم متعة المشاهدة والفيلم إذ يوهم أن مرتكزه الأساسي معقود على سرد حكايات فيها من النقد السياسي الاجتماعي الحياتي العقائدي كم كبير من التساؤلات والدلالات الفيلم هذا يشاهد كراو لثلاث حكايات محملة بقهر وألم ومواجع