الإخوان الحلم الأمريكي المسموم

53 مشاهدة

بقلم/ اياد عباس غالب
في السنوات الماضية، كانت أكبر صدمة سياسية لي هي رؤية ما يمكن أن تفعله الجماعات المؤدلجة حين تستبدل “المبدأ” بـ”الغاية”، وتفتح أبوابها للعبة دولية لم تكن يومًا تنتمي إليها.
لطالما صدّعنا الإخوان المسلمون بشعارات رفض “التدخل الأجنبي” و”مناهضة الكافر المستعمر”، وجعلوا من أمريكا وإسرائيل رمزين للشرّ والعدوان، وزرعوا في عقول أتباعهم أن كل من يقترب من هذه القوى هو خائن للدين والأمة. لكن ما إن فتحت لهم واشنطن نافذة صغيرة نحو السلطة حتى دخلوا منها باندفاع وانبطاح غير مسبوق.
ألم يكن الأولى بجماعة تدّعي تمثيل الإسلام السياسي أن تقف على أرضية صلبة من القيم والثوابت؟ كيف تفهم أن “الولاء والبراء” يصبح مجرد تكتيك، وأن التحالف مع “الشيطان الأكبر” جائز إن كان سيقربهم من الكرسي؟!
في اليمن، كان المشهد أكثر مأساوية. فقد تحوّل حزب الإصلاح، الذي يمثل فرع الإخوان هناك، من خطاب عقائدي يهاجم أمريكا ويتوعدها، إلى تواصل سياسي معها خلف الأبواب المغلقة، ثم إلى تقديم التنازلات في العلن. حتى الشيخ عبدالمجيد الزنداني، أحد أعمدة الحزب، أصبح عبئًا يريدون التخلص منه لإرضاء الحليف الجديد.
في مصر، لم يختلف الأمر كثيرًا. ظهرت الوثائق، والشهادات، وتكشّفت التفاهمات بين رموز الجماعة وبعض دوائر القرار الأمريكية، ضمن مشروع إعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالح لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بحريات الشعوب.
ليس الحديث هنا عن “نظرية مؤامرة”، بل عن وقائع حدثت، ومراسلات وُثّقت، وتصريحات خرجت من أفواه القيادات. وما حدث بعد ذلك كان تتويجًا منطقيًا لهذا المسار: تسليم مرحلي للسلطة، ثم سحب البساط من تحت أقدام الجماعة بمجرد انتهاء مهمتها.. لتجد نفسها منبوذة من الجميع، حتى ممن ظنت أنهم حلفاؤها.
ما يجعل هذه القصة أكثر إيلامًا هو أن كثيرًا من الشعوب العربية وضعت ثقتها في “الإخوان” في لحظة عطش للتغيير، فاستغلت الجماعة هذا الزخم لإتمام صفقة لم تكن أبدًا لصالح الناس، بل لصالح مشروعها الأممي الخاص، الذي لا يرى الأوطان إلا بوابة عابرة نحو “الخلافة”.
نحن اليوم نحصد نتائج هذا

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح