الإبداع الرأسمالي كل قطعة صغيرة مشروع للربح

24 مشاهدة
تمكن الاتحاد الأوروبي أخيرا من الانتصار على شركة آبل وفرض عليها أن تطبق القانون الذي صوت عليه عام 2022 البرلمان الأوروبي الذي يفرض على كل منتجي التكنولوجيا استخدام وصلة USBC لشحن الجهاز أي جهاز نهاية عام 2024 هذا الانتصار كبير خصوصا أن الاتحاد يواجه شركات التكنولوجيا بصورة دائمة سواء في ما يخص قوانين الخصوصية ومشاركة المعلومات الأمر الذي دفع فيسبوك مثلا إلى فتح مقر في فرنسا عام 2017 من أجل التقاضي على الأراضي الأوروبية وفق قوانين خصوصية أكثر صرامة من تلك التي يخضع لها المقر الأوروبي لفيسبوك في دبلن يمثل هذا الانتصار نوعا من الوقوف في وجه شركات التكنولوجيا التي أصبحت تمتلك سلطة دول في بعض الأحيان خصوصا أن آبل في محاولة لمراكمة الربح لم تعد تقدم تغييرات ثورية في هواتفها حسب كثير من المنتقدين بل أجبرتنا نوعا ما على شراء سماعات الأذنين اللاسلكية تحاول آبل إذن الربح من كل جزء من الهاتف المحمول ذلك يحدث منذ عام 2012 حين فرضت شواحنها الخاصة وعام 2020 حين توقفت عن توزيع الشاحن مع هواتفها النقالة بحجة إنقاذ الكوكب وفي ذات الوقت وفرت 6 5 مليارات دولار لكن نهاية انصاعت الشركة في أوروبا وكل العالم حسب تصريحها لـUSBC لتساهم بالحد من 11 ألف طن من مخلفات الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالشواحن أكثر ما يلفت الانتباه هو أن مقاومة آبل للقرار أتت من منطق أنه يحد الإبداع لكن ما الذي يحد الإبداع في أن يكون الشاحن موحدا لكل الأجهزة وبالأصل في هواتف آبل مدخل الشاحن لا يستخدم سوى للشحن والباقي كله لاسلكي بالنسبة للمستخدم العادي فأي إبداع هذا الذي يحد حجة الإبداع هذه رأسمالية بحتة تمارسها الشركات الكبرى للحفاظ على الربح والأهم تجزيء الربح نفسه كل قطعة من أي جهاز تحوي احتمالا للربح ونشتريها منفصلة وليس كما كان الأمر في ذاك الزمن الجميل وهنا مبالغة منذ بضع سنوات كان الهاتف النقال يحوي تلك الإكسسوارات عند شرائه يقدم الإبداع الرأسمالي تكنولوجيا لا يمكن الاقتراب منها وإصلاحها إلا من قبل الشركة كحالة هواتف آبل الشأن الذي انتبهت له شركة نوكيا التي تحاول بخجل شديد دخول السوق مرة أخرى إذ أطلقت هذا العام هاتفا محمولا يحوي معدات إصلاح يمكن للمستخدم نفسه أن يوظفها لصيانة بعض الأعطال في هاتفه صورة الإبداع الرأسمالي في العصر الحالي تتمثل بالحل الوحيد لـكل شيء جهاز واحد للموسيقى والتصوير والاتصال حبة واحدة سحرية لحل المشكلة الصحية لقاح كورونا وفياغرا وزانيكس التي للمصادفة كلها من إنتاج شركة فايزر وهنا يظهر الوجه الآخر لهذا الإبداع الاحتكار يتجلى الاحتكار عندما نقرأ كيف قاضت عام 2020 شركة آبل رجلا في النرويج لأنه يصلح هواتف آيفون المفارقة هنا أن الاختراع والإبداع إذن لا يتم إلا داخل الشركة تلك التي تمتلك التكنولوجيا وتتحكم بها كل من هم في الخارج مستخدمون ومستهلكون فقط وهنا تأتي أهمية USBC ليس فقط للجوانب البيئية بل كونها نزعت مسمارا من ماكينة الهيمنة الرأسمالية المغلقة على ذاتها الإبداع الرأسمالي يتجلى أيضا في الشركات الكبرى التي تقتنص المهارات لتضمها إلى مقراتها التي تحوي ألعابا وصالة سينما صورة المخترع في كراجه التي رسخها بيل غيتس وستيف جوبز تتلاشى فكيف يمكن أن نخترع شيئا وكل قطعة تكنولوجية بحاجة لشاحنها الخاص صحيح أن أجهزة أندرويد تفخر بـانفتاحها لكنها أيضا ألغت مقبس السماعات ما يعني أننا مجبرون على الـEarpods حاليا وتجاوز قلق ضياعها بأي صورة ممكنة لأن الإبداع الرأسمالي يعني الربح وليس تعدد الوظائف بل المهمة الواحدة والمحددة كحبوب فايزر وهواتف آبل

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح