حرب الإبادة على غزة تصعيد ميداني وسط توجه إسرائيلي لاحتلال القطاع
فيما تتصاعد وتيرة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تدخل العمليات العسكرية مرحلة أكثر دموية واندفاعاً نحو التوسّع الجغرافي، وسط مؤشرات واضحة إلى انهيار المسار التفاوضي، وتزايد الدعوات داخل حكومة الاحتلال لحسم المعركة عسكرياً من خلال اجتياح بري شامل. الغارات الإسرائيلية اشتدت خلال الساعات الماضية، مستهدفة مناطق واسعة من وسط وجنوب القطاع، ترافقها عمليات نسف ممنهجة للمنازل السكنية، في وقت تشهد فيه مدينة غزة والمخيمات المركزية قصفاً عنيفاً غير مسبوق. هذه التطورات تأتي في ظل تحذيرات متصاعدة من كارثة إنسانية وشيكة، مع تفاقم أزمة الغذاء والدواء واستمرار تعمّد استهداف المدنيين في مختلف مناطق القطاع.
في موازاة ذلك، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يتجه لاتخاذ قرار بتوسيع الحرب نحو احتلال كامل لأجزاء من قطاع غزة، وخاصة مدينة غزة والمخيمات الواقعة وسط القطاع، حيث ترأس نتنياهو اجتماعاً أمنياً مصغراً بحضور وزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، عُرضت خلاله سيناريوهات الاحتلال، وأكد الجيش استعداده لتنفيذ قرارات المجلس الوزاري المصغر (الكابينت). لكن، وعلى الرغم من هذا التوجه، حذر زامير من أن أي تحرك بري في مناطق يُحتمل وجود الأسرى الإسرائيليين فيها قد يؤدي إلى مقتلهم، ما يعكس انقساماً داخل القيادة الأمنية بشأن المضي في خطة الاحتلال الكامل.
في هذا السياق، حذرت مصر من مغبّة المضي في هذا الخيار، ونقلت مصادر دبلوماسية خاصة لـالعربي الجديد أن القاهرة وجّهت رسائل مباشرة إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، محذّرة من أن احتلال القطاع بشكل كامل يمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي المصري، ويمكن أن ينسف اتفاقية السلام الموقعة عام 1979. ومع استمرار المجازر وسقوط الشهداء يومياً، شدد خبير أممي على أن ما يجري من تجويع ممنهج ومجازر ضد المدنيين ليس مفاجئاً، بل نتيجة مباشرة لصمت المجتمع الدولي وتغاضيه عن المقدمات التي سبقت هذه الكارثة. وبينما تتواصل حملة التنديد الدولية، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 61.020 منذ بدء العدوان، مع وصول عشرات الشهداء والجرحى إلى المستشفيات خلال
ارسال الخبر الى: