الأمم المتحدة تخطط لإعادة 30 ألف سوري من لبنان رغم التحذيرات
١١٤ مشاهدة
أعلنت الأمم المتحدة عن خطتها لإعادة 30 ألف لاجئ سوري من لبنان طوعا خلال الفترة المقبلة مشيرة إلى وجود تغير إيجابي في تعامل النظام السوري مع الملف رغم تحذيرات المنظمات الحقوقية وصرحت مساعدة المفوض السامي لشؤون الحماية روفيندريني مينيكديويلا خلال لقائها بوزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب الجمعة بأن هناك زخما يمكن البناء عليه للعمل على مسألة التعافي المبكر لتسهيل عودة النازحين وكشفت وفق ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن المفوضية تعمل على إعادة 30 ألف نازح سوري بصورة طوعية من لبنان إلى سورية خلال الفترة المقبلة وبدوره شجع بو حبيب المسؤولة الأممية على الاستمرار بهذا المسار لا سيما أن هناك مناطق كثيرة في سورية باتت آمنة لعودتهم على حد قوله pic twitter com UHStYS3nC6 mofa lebanon1 mofalebanon1 September 13 2024 لكن هذه التصريحات قوبلت برفض شديد من قبل مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني الذي أكد أن النظام السوري لم يغير سلوكه الإجرامي على الإطلاق وأوضح عبد الغني في حديث لـالعربي الجديد قائلا نحن مؤسسة وطنية ودورنا هو مراقبة عمل الأمم المتحدة وليس التسليم به إذا توافقت معايير الأمم المتحدة والتحقيقات التي تجريها مع ما نقوم به فهذا يعد إيجابيا ويعني أننا على المسار ذاته وأضاف عبد الغني لكن إذا لم تتوافق تلك المعايير معنا فإن دورنا هو تقديم التوصيات للأمم المتحدة والضغط عليها لتقديم توضيحات الأمم المتحدة قد لا تكون لديها الرؤية الكاملة أو القدرة على الوصول إلى المعلومات بينما نحن نمتلك فريقا أكبر وإمكانيات أوسع اختصاصنا هو توثيق الانتهاكات في سورية وبصفتي مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان أختلف مع مساعدة المفوض السامي لحقوق الإنسان في القول إن هناك تحسنا ملموسا يمكن البناء عليه وتابع أعارض هذا التصريح تماما فالمؤشرات لدينا تشير إلى أن النظام السوري لا يزال يتصرف بوحشية وبربرية تجاه مواطنيه ولم يقم بأي خطوات إصلاحية لم يلغ محكمة مكافحة الإرهاب ولم يحاسب الأجهزة الأمنية ولم يكشف عن مصير 112 ألف مختف قسريا عمليات التعذيب مستمرة والسلطة القضائية التي تسيطر عليها الأجهزة الأمنية لا تزال دون إصلاح كما أكد عبد الغني أن الأجهزة القضائية في سورية ما زالت في حالة إقصاء موضحا أن الانتخابات التشريعية التي شهدناها كانت مجرد مسرحية ما يعني أن استقلال القضاء لا يزال غائبا ومع استمرار هزلية هذه الانتخابات فلا يمكن الحديث عن أي تحسن في سلوك النظام وأضاف أن الاعتقالات التعسفية ونهب الأراضي والسيطرة على الملكيات والحجز الاحتياطي لا تزال مستمرة وشدد عبد الغني على أن النظام السوري لم يغير سلوكه منذ عام 2011 حيث لم تتوقف الانتهاكات ولم يحاسب أي مسؤول أمني على الجرائم المرتكبة وأشار إلى ضرورة تقديم نقد موضوعي للأمم المتحدة موضحا أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قدمت دعما كبيرا للاجئين السوريين على مدى السنوات الماضية لكنه انتقد ما وصفه بـالتغيير غير الموفق في موقف المفوضية الذي اعتبر سورية آمنة للعودة وأضاف المفوضية لم تضغط بما فيه الكفاية على الدول لزيادة استقبال اللاجئين وكان هناك تقصير واضح في أدائها وختم عبد الغني بالقول إن أي حديث عن إعادة اللاجئين إلى سورية هو حديث غير موفق وغير دقيق ويتعارض مع القانون الدولي مؤكدا أن العودة الطوعية في ظل الظروف الحالية تعني تعريضهم لخطر التعذيب والإخفاء القسري وربما القتل مشددا على أن حالات العودة الآمنة هي استثناء وليست القاعدة وأكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية أن البلاد لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين وجاء ذلك في سياق ردها على عمليات ترحيل اللاجئين السوريين التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في الأشهر الماضية وأوضح المتحدث باسم اللجنة التابعة للأمم المتحدة يوهان إيركسون في تصريح سابق لـالعربي الجديد أن موقف اللجنة واضح وثابت حيث إن سورية لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين ولا يزال المدنيون يعانون من غياب سيادة القانون وانعدام الأمن وأضاف أن البلاد تشهد موجة عنف غير مسبوقة لم تشهدها منذ أربع سنوات وفي سياق متصل أظهرت بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 19 729 لاجئا سوريا عادوا إلى بلادهم منذ بداية العام الجاري وهو رقم أقل مقارنة بالعام الماضي الذي شهد عودة أكثر من 38 000 لاجئ ضمن ما تصفه الأمم المتحدة بـالعودة المنتظمة