الأمطار تغرق مئات الخيم في غزة وتحذير من سقوط أبنية قصفتها إسرائيل

22 مشاهدة

لم يغِب صوت الريح في قطاع غزة، ليلة البارحة، وساعات نهار اليوم الثلاثاء، عن خيمة النازح الفلسطيني مالك قويدر، كأنها تنفخ في زواياها المهترئة لاختبار ما تبقى من صمودها. وقف قويدر عند مدخل الخيمة، يحدّق في المشمع الذي لم يعد يقي من البرد ولا المطر، فيما كان طفلاه يتقافزان خوفاً من دفقات الماء المتسربة من السقف.

لم تمضِ إلا دقائق حتى تحول التراب تحت أقدامهم إلى طين يبتلع الخطوات، وبدأت السيول تجري حول الخيمة التي لم تتحمل قوة المطر، فانحنى سقفها وبدأت جوانبها تستسلم واحدة تلو الأخرى، ما اضطر الأب المرهق لحمل شوادر مبتلة في محاولة يائسة لإيقاف سيل المياه.

معركة مع الأمطار في غزة

في الخارج، كان المنخفض الجوي يكشف هشاشة كل شيء، خيام بلا أرضية، وجدران من قماش، وأطفال ترتعد برداً، بينما تحاول الأمهات تدفئتهم، كان المشهد أبعد ما يكون عن مكان يصلح للعيش، لكنه المكان الوحيد المتاح.

يقول مالك قويدر (39 عاماً)، إن جراح المواطنين في قطاع غزة جراء الحرب لم تلتئم بُعد، لكنهم سرعان ما وجدوا أنفسهم أمام مجموعة معارك معيشية أخرى، كان آخرها معركتهم مع المطر والتغيرات المناخية القاسية، إذ يواجهون البرد والأمطار المتواصلة داخل خيام قماشية وبلاستيكية مهترئة، ورياح تهز ما تبقى من حياتهم. ويبين قويدر لـالعربي الجديد، أن الخيام المهترئة لم تُصنع لتواجه فصل الشتاء، فالمياه تتسرب من كل جانب، ويغرق الكثير منها خلال دقائق، تاركة النازحين يبحثون عن قطعة أرض أقل وحلاً أو مكان جاف للنوم، في ظل واقع تنعدم فيه أدنى مقومات الحياة.

ويتحول تراب المخيمات العشوائية مع أولى زخات المطر إلى طين كثيف، ثم إلى مستنقعات صغيرة تكشف مدى قساوة الواقع المعيشي داخل تلك الأماكن التي تفتقر لأبسط مقومات الحماية والأمان، لتترك النازحين في حالة دائمة من الخوف والقلق وعدم الاستقرار.

فتح النازح سائد عودة (43 عاماً) وهو رب أسرة مكونة من خمسة أفراد، عينيه على ارتجاف خيمته، وشعر بقطرات باردة تتسلل من السقف المهترئ لتسقط على وجه

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح