إلى قادة الأمة في مؤتمر القمة الطارئ بالدوحة من المعاناة إلى الفعل الحاسم

40 مشاهدة

بقلم/ الدكتور / حسن حسين الرصابي
يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، أيها القادة العرب والمسلمون المجتمعون في الدوحة،
إن اجتماعكم اليوم ليس مجرد لقاء دبلوماسي عابر، بل هو فرصة تاريخية لا تتكرر، لحظة فارقة قد تحدد مصير أمتنا لمئات السنين القادمة. إن ما تعرضت له دولة قطر الشقيقة، من استهداف مباشر لجهودها النبيلة في الوساطة، لم يكن مجرد اعتداء على دولة أو حركة، بل كان إهانة صريحة لسيادة كل دولة عربية وإسلامية، وصفعة في وجه كل مسعى سلمي، وتأكيدًا صارخًا على أن العدو لا يكتفي بإبادة شعبنا في غزة، بل يسعى لعرقلة أي حل، ساخرًا من قيمنا ومواثيقنا.
إن هذا الواقع الأليم، الذي تتداعى فيه الأمم علينا وتُستباح فيه مقدساتنا، ليس قدرًا مكتوبًا، بل هو نتاج طبيعي لابتعادنا عن مبادئنا وتنافرنا وتشرذمنا. لقد حانت اللحظة لتكونوا في مستوى التحدي، وأن تتحولوا من حالة التفرج إلى موقع الفعل الحقيقي.
إذا كنتم جادين في انتشال الأمة من هذا النفق المظلم، فإن الأجندة يجب أن تتجاوز الإدانة والشجب إلى اتخاذ قرارات حاسمة، ترتكز على محاور ثلاث أساسية:
أولاً: إعادة بناء الذات وتوحيد الصف
إن قوتنا الحقيقية تكمن في وحدتنا، فكيف لنا أن نواجه عدوًا متماسكًا ونحن أمة ممزقة؟ إن مليارًا وستمائة مليون مسلم ليسوا مجرد أرقام، بل هم قوة هائلة إذا ما اعتصموا بحبل الله. عليكم أن تجعلوا من وحدة الموقف العربي والإسلامي هدفًا استراتيجيًا لا يمكن التنازل عنه. عودوا إلى منابع قوتكم، واجعلوا من الأخوة والتكامل أساسًا لمواجهة التحديات المصيرية.
ثانيًا: تحرير الإرادة وبناء القوة الشاملة.
لقد أمرنا الله بإعداد العدة: وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ. والقوة لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تشمل القوة الاقتصادية، والعلمية، والصناعية، والزراعية. إن تبعيتنا للغرب الذي يناصر عدونا، ويتحكم في قرارنا، يجب أن تنتهي. مواردنا وثرواتنا الهائلة يجب أن تُسخر لخدمة قضايانا، لا لتمويل أعدائنا.
لقد آن الأوان لنوحد جبهتنا السياسية والاقتصادية. عليكم أن تدركوا أن مصالح الولايات المتحدة وحلفائها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمنطقة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح