الأفريقي الشجاع واثينغو وداعا

39 مشاهدة

وقف نغوجي واثيونغو طفلاً ذات يوم في طابور الصباح في فناء مدرسته الداخلية التنصيرية إليناس، والتي اعتاد يومياً الوقوف في فنائها. وفي يوم، وقع نظره على معلمين إنجليزيين يتناوبان على ضرب طالبٍ كينيٍّ ضربأً مبرّحأً سال دمه من أنفه ويديه من شدّة الضرب، فكانت الصدمة حينما عرف نغوجي أن ذلك الطفل المضروب لم يكن ذنبه الوحيد سوى أنه تحدّث بلغته الأصلية الكوكيو في طابور المدرسة الصباحي.

وبعد تلك الحادثة التي ارتسمت في مخيلة الطفل، المولود باسم جمس واثيونغو عام 1938، بقرية ليمورو في أثناء فترة الاحتلال البريطاني كينيا، وقعت حادثةً أخرى ساهمت في تشكيل شخصية واثيونغو، مقتل شقيقه الأصم جيتوجو على يد جنود بريطانيين في أثناء انتفاضة حركة الماو ماو الكينية المناهضة للاستعمار البريطاني، ما راكم وعياً كبيراً لدى واثيونغو، وشعوراً معادياً ورافضاً كل ما له علاقة بالاستعمار ومخلفاته.

قلبت تلك الأحداث والمواقف حياة واثيونغو رأساً على عقب، وأعادت رسم مسار حياة الرجل بعيداً عن عيون الرقيب الكولونيالي الذي سعى، بكل ما أوتي من قوة، إلى إعادة صياغة الإنسان الأفريقي وعقله وقلبه ووجدانه، وفقاً للرؤية الاستعمارية الغربية الاستلابية. وهكذا تشكّل وجدان واثيونغو وهويته، وخطّ مساره في الحياة، مناضلاً صلباً بقلمه ووجدانه في سبيل معركة الحرية والكرامة والهوية الإفريقية.

الاستعمار لم يرحل، وإنما ظل جاثماً بفكره ولغته وثقافته حتى بعد رحيله المتوهم

وبرغم من حصول واثيونغو على بكالوريوس الأدب الإنجليزي من جامعة ماكيريري بأوغندا، ومواصلته الدراسة العليا في جامعة ليدز البريطانية، التي تخرّج منها في 1964، ونشره أولى رواياته في ذلك العام لا تبكي أيها الطفل، بمساعدة صديقه النيجيري تشينوا اتشييس، وتحكي قصة طفل كيني في أثناء ثورة الماو ماو، لتكون أول رواية تنشر بالانجليزية لأديب شرق أفريقي.

واصل واثيونغو نشر رواياته بالإنجليزية كـالنهر الفاصل (1965) التي تحكي قصة الصراع بين التقاليد والتغيير في مجتمع الكيكيو، وحبة القمح (1967) التي تحكي قصة الكفاح الكيني من أجل الاستقلال، متأثراً في هذه الرواية بالماركسية الفانونية (نسبة إلى فرانز فانون). وبعد توقف طويل أصدر

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح