صراع حريم شتت الأعشى و الشميسي ومقالب العسيري إعادة رديئة للمقالب القديمة
54 مشاهدة
لا يمكن إنكار أن «شارع الأعشى» و«الشميسي»، قدما تجربة بصرية ودرامية لافتة، لكن الانشغال الجماهيري بالمقارنات بين إلهام علي وريم عبدالله، أزاح النقاش عن الأسئلة الأهم: إلى أي مدى استطاع العملان تقديم سرديات محلية أصيلة بعيدًا عن النوستالجيا السطحية؟ وهل نجحا في بناء دراما تتجاوز استدعاء الماضي إلى مساءلته وتحليله؟ يبدو أن كثيرًا من المشاهد لم يُقدم إلا بوصفه محاكاة شكلية للحياة التقليدية، دون تعمق حقيقي في بنيتها الاجتماعية والثقافية.
أما على مستوى البرامج، فقد بات من الواضح أن بعض المنتجين يستثمرون في أساليب تجاوزها الزمن، كما هو الحال في برامج الكاميرا الخفية التي ما زالت تُطرح بآليات نمطية، لا تراهن على الإبداع بقدر ما تستثمر في ردة فعل الضحايا. ورغم أن حسن عسيري يعد من الأسماء الفاعلة في الصناعة، إلا أن برنامجه «بروود كاست» كشف عن أزمة حقيقية في التعاطي مع الكوميديا، حيث لم يخرج عن كونه إعادة إنتاج رديئة للنموذج القديم الذي يعتمد على استغلال الضيوف بدلاً من تقديم محتوى ساخر ذكي. لقد باتت مقالب البرامج الرمضانية لا تعكس سوى ضحالة الأفكار وغياب أي رؤية نقدية تجاه المجتمع، متحولةً إلى استعراض مفتعل ينتمي إلى ثقافة الإثارة لا الإبداع.
في المقابل، لم تكن الكوميديا الدرامية أفضل حالًا، فبرنامج «واي فاي»، رغم جمعه أسماءً لامعة مثل أسعد الزهراني وحبيب الحبيب، إلا أنه وقع في فخ الاجترار، حيث أعاد تقديم أنماط متكررة من المحاكاة الكاريكاتورية دون تطوير واضح في الأسلوب أو الرؤية، ما يطرح سؤالًا جوهريًا: هل جفّ الخيال الإبداعي حتى أصبح
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على