الأسير الفلسطيني سيف الدين درويش الفتى الذي واجه السجن أربع مرات
بينما كان الفتى سيف الدين درويش، كما أبناء مخيّم عايدة في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، نائماً بين أفراد أسرته، فجر أمس الخميس، كانت ثلاث وحدات خاصّة من جيش الاحتلال الإسرائيلي تحاصر منزله في المخيم، وتعتقله من جديد، وهو البالغ من العمر ستة عشر عاماً. لم يكن هذا المشهد جديداً على العائلة، فهذه هي المرة الرابعة التي يُعتقل فيها سيف، بعدما قضى ما يقارب عاماً ونصف العام في سجون الاحتلال الإسرائيلي على فترات متفرقة، وتحرّر مرتين ضمن صفقات تبادل الأسرى التي أبرمتها المقاومة خلال الحرب على غزة.
غير أنّ المفاجئ في الاعتقال، بحسب والدة سيف، هو حجم الاحتفاء بين جنود الاحتلال والضابط الذي كان يرافقهم خلال مداهمة المنزل، حيث كسّروا الأبواب وكل المحتويات وهم ينادونه مِخَبِّل، أي مخرّب باللغة العبرية. وتقول والدة سيف، صابرين البرغوثي، في حديث مع العربي الجديد، عن طريقة الاعتقال: كانت لحظات كارثية، إذ اقتحمت ثلاث وحدات خاصة من جيش الاحتلال المنزل، واعتدت على والده وأعمامه، وأخرجت جميع النساء في البناية إلى الشارع. كانوا برفقة كلاب بوليسية مدرّبة، خربوا المنزل، وكسّروا الأبواب دون أن يقرعوها، وما إن استفقنا حتى وجدناهم فوق رؤوسنا.
وخلال اعتقال سيف، فتّش جنود الاحتلال كلّ ما في المنزل، وسلّموا عائلته ورقةً كتب عليها: هذه البناية تضم أشياء تضر بأمن إسرائيل، كما التقطوا له صوراً لحظة اعتقاله. ذلك المشهد أثار قلق والدة سيف، الذي نقله جيش الاحتلال إلى مركز تحقيق المسكوبية المثير للرهبة في القدس المحتلّة. ولذلك تخشى والدة سيف الدين درويش على حياته في هذا المكان، خاصّة أن السجون ليست كما قبل الحرب على غزة، إذ اختلفت الظروف فيها من حيث التعذيب، وسيف مصاب سابقاً، وفق والدته.
يحمل سيف من اسمه معنى، ولد عام 2009، وتربى بين أزقّة مخيّم عايدة المحاطة بجدران الاحتلال وأبراج المراقبة. هناك، كان يسمع منذ طفولته أصوات الرصاص والقنابل أكثر مما يسمع ضحكات الطفولة. تأثر بالمخيمات الصيفية التي كانت تنظمها المؤسسات الوطنية، وشارك في فعالياتها وهو بعد طفل
ارسال الخبر الى: