الأسير الحر وأسرى التطبيع المذل

35 مشاهدة

يقف الأسير نحيل الجسد، جرّاء سجن وتنكيل أكثر من عقدين، عملاقاً في ثباته أمام المستعمر ضخم الجثة الذي يصرُخ ليقنع نفسه بانتصار آلة الدمار الحديثة على شعبٍ تحت الاحتلال، ينفُث غضبه على شعبٍ يراه في عيونٍ يطلُّ منها كل فلسطيني وفلسطينية في آن، في مشهد يختزل علاقة شعبٍ صامدٍ ومقاومٍ بدخيل لا يفهم لغة الأرض ورائحتها وهمساتها.

الفيديو المجتزأ لاقتحام زعيم عصابة المستوطنين الذي يسمّى وزيراً للأمن في الحكومة الصهيونية، إيتمار بن غفير، سجن المناضل مروان البرغوثي، مقصود منه إذلال الفلسطينيين، لكنه لم ينجح إلا في فضح انفلات أعصاب المستعمر الذي يريد استسلاماً كاملاً وجده عصيّاً على جبروته، فجاء في محاولةٍ لكسر قوة شعب أمام ظلم العالم وأمام خنوع (وتواطؤ) الأنظمة العربية التي لم تجد سوى كلماتٍ جوفاء من شجب وإدانة لتصريح رئيس حكومة المستعمرين بنيامين نتنياهو بأنه سيكمل حلمه بإقامة أرض إسرائيل الكبرى على كل أرض فلسطين والأردن ومصر وسورية ولبنان، فكانت ردة فعل نتنياهو التجاهل التام باستخفاف كل الأصوات التي تصدر من حكومات ومسؤولين عرب أثبتوا أنهم فاقدو القرار ومشلولو الإرادة.

مشهدان.. بينهما مساحات شاسعة بين الكرامة والتبعية والارتهان؛ إسرائيل تحاول، بكل قوتها، إنهاء وجود الفلسطيني، فهي تعتقد أن حلم إسرائيل الكبرى لم يعد حلماً، بل مشروع في الطريق إلى التحقق، إذ لم يؤثّر شلال الدم الفلسطيني في غزّة على استمرار تطبيع دول عربية مع إسرائيل ولا التسابق في قمع تضامن شعوبهم مع القضية بل في انتمائهم إليها، فكبت الحرّيات شرط ضروري للانسلاخ عن القضية واقتلاعها من ضمير الشعوب.

ما الذي يمكن أن يمنع نتنياهو من تحقيق أهدافه؟ لا داعي لاحتلال عسكري للدول العربية المجاورة، فالاحتلال ليس ضرورياً أن يكون سيطرة مباشرة على أراضي ما كانت تُسمّى دول الطوق، التي أصبحت عملياً محاطة بإسرائيل، وليست هي التي تطوّق الكيان الكولنيالي الصهيوني. وهذا ما فهمه نتنياهو جدّياً، فلا داعي لنشر قوات وانتشارها، بل يمكن مباشرة اعتداءات حين يلزم الأمر ترسّم حدود السيطرة الإسرائيلية (الوجود العسكري)، وتكون بقية الأراضي في

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح