الأسواق الباريسية على أعصابها مع اختبار الثقة البرلماني
شهدت بورصة باريس، اليوم الاثنين، تداولات حذرة، إذ لم يتجاوز ارتفاع مؤشر كاك 40 نسبة 0.2% ليستقر عند حدود 7690 نقطة. وقد حصل المؤشر على دعم من أسهم صناعية كبرى، أبرزها شنايدر إلكتريك (+2%)، المجموعة الفرنسية الرائدة عالميًا في حلول إدارة الطاقة، وإيرباص (+1.5%)، عملاق صناعة الطيران الأوروبية.
غير أن هذه المكاسب بقيت محدودة بفعل تراجعات حادة في قطاع خدمات المستهلك. فقد قادت الخسائر شركة إيدنريد، المتخصصة في إصدار بطاقات وقسائم المطاعم والخدمات الاجتماعية، حيث فقد سهمها 6.7% ليبلغ 22.20 يورو. كما هبط سهم بلوكسي، الشركة المنبثقة عن مجموعة سوديكسو للخدمات الغذائية وإدارة المرافق، والتي أدرجت في البورصة مطلع 2024، بنسبة 7.6% ليصل إلى 15.38 يورو ضمن مؤشر SBF 120 الذي يضم 120 شركة فرنسية.
ويأتي هذا التذبذب في سياق سياسي حساس، إذ يخضع رئيس الحكومة فرانسوا بايرو لتصويت على الثقة بالجمعية الوطنية. ومن المتوقع أن تُعلن النتيجة حوالي الساعة لـ 5 بتوقيت غرينيتش، وسط توقعات واسعة بسقوط حكومته بعد إعلان المعارضة اليسارية واليمينية المتطرفة رفضها تقديم الدعم.
هذا المناخ السياسي المضطرب يثير مخاوف الأسواق من مزيد من التعقيدات في المسار الميزانياتي الفرنسي، إذ قد يتأخر تقديم مشروع الموازنة الجديدة، وفي سيناريو أسوأ قد يتم اللجوء إلى قانون خاص لتمديد الموازنة السابقة، كما حدث العام الماضي. ومع ذلك، يلاحظ المحللون أن انعكاسات الأزمة على الأسواق المالية تبقى محدودة حتى الآن، حيث نجحت الخزانة الفرنسية مؤخرًا – بحسب موقع أ.بي.سي بورص الفرنسي المتخصص في البورصة والأسواق – في جمع 11 مليار يورو دون صعوبات، فيما ظل فارق العائد بين السندات الفرنسية والألمانية لأجل عشر سنوات دون 80 نقطة أساس، وهو مستوى مطمئن نسبيًا.
/> اقتصاد دولي التحديثات الحيةأزمة فرنسا.. ارتدادات اقتصادية تتجاوز باريس
وتعكس جلسة اليوم صورة سوق مترقبة، صعود محدود لبعض الشركات الصناعية الكبرى، وتراجع حاد لأسهم خدمات المستهلك المتأثرة بعدم اليقين السياسي الداخلي والرقابة التنظيمية الخارجية. ويبدو أن المستثمرين يفضلون انتظار ما ستسفر عنه الساعات القادمة في البرلمان
ارسال الخبر الى: