الأسطورة الإدارية علي أحمد الداؤودي الذي صنع من العزم مجد حضارة في مديريته

كتب/ د. أمين العلياني

في عالمٍ يزدحمُ بالقياداتِ الوظيفية، ويقلُّ فيهِ صنَّاعُ المعجزاتِ الإدارية، يطلُّ عَلينا نجْمٌ استثنائي، ورجلٌ حوَّلَ التحدياتَ إلى انتصاراتٍ، والطموحاتِ إلى واقعٍ ملموس، إنَّهُ المديرُ العامُّ ذو السَّمتِ الفريد، الأستاذُ علي أحمد الداؤودي، الذي وهبَهُ اللهُ شجاعةَ النضالِ وروحَ الابتكار، فجعلَ من مديريَّتِهِ لوحةً فنيَّةً تخطفُ الأبصارَ وتُذهلُ العقول.

لَيسَ كلُّ مَنْ يقودُ يُحدثُ فرقًا، وليسَ كلُّ مديرٍ يتركُ أثرًا، لكنَّ الداؤوديَ خلقَ من شجاعتهِ وقودًا للإنجاز، ومن مثابرتِهِ مدرسةً للإبداع؛ فبينَ شجاعةِ النضالِ وشجاعةِ النجاحِ، رسمَ طريقًا لا يعرفُ المستحيلَ، فكانتْ مديريَّتُهُ أسطورةً في الابتكار، وحكايةً ترويها الحدائقُ والغنَّاء، والمنتزهاتُ الآسرةُ التي تسلبُ لبَّ الزائرينَ، وتجعلُهم يحلمونَ بالبقاء.

ما إنْ تطأ قدماكَ مديريةَ المنصورة، حتى تدركَ أنَّك أمامَ أنموذجًٍا فريدًٍا لفنِّ العمرانِ والتخطيط، فالشوارعُ الواسعةُ، والبنيةُ التحتيةُ المتينةُ، والتطويرُ التجاريُّ المتقنُ، كلُّها شواهدُ على عقليةٍ استراتيجيةٍ تمتلكُ رؤيةً ثاقبةً، وتخطيطًا محكمًا. فالداؤودي لم يكتفِ بإصلاحِ ما تهدَّمَ، بل بنى حضارةً جديدةً جعلتْ من المنصورةِ نواةً لعدنَ العصريةِ، وعاصمةً اقتصاديةً ترفدُ الدولةَ بالخيراتِ، وتُرسي دعائمَ التنميةِ المستدامة.

ويمتلكُ الداؤودي شخصيةً إداريةً نادرة، تجمعُ بين الحكمةِ والحماس، وبين الدقةِ والإبداع. فكاريزمتُهُ لا تُقاوم، وعبقريتُهُ لا تُجارى، جعلتِ النجاحاتِ تتدفَّقُ كالنهرِ الجاري، والإنجازاتِ تتوالى كالنجومِ في السماء، لقد حوَّلَ العملَ الروتينيَّ إلى إبداعٍ يوميٍّ، وجعلَ من مقوِّماتِ الإدارةِ مشاهدَ واقعيةً تُرَسِّخُ قيمَ الجودةِ والتميُّز.

إنَّ الإنجازاتَ العملاقةَ التي تشهدُها المنصورةُ اليومَ ما هي إلا ثمرةُ تضحياتِ رجلٍ آمنَ بالعملِ فكرسَ لهُ وقتَهُ، وبالوطنِ فوهبَ لهُ قلبَهُ. لقد وضعَ راحتَهُ على رفِّ الأماني، واختارَ أنْ يكونَ فارسَ التحدي، فجعلَ من اسمِ “المنصورة” حقيقةً لا مجردَ لقبٍ، فكانتْ منصورةَ الاسمِ، منصورةَ الإنجازِ.

فإلى الرجلِ الذي صنعَ من العزيمةِ أسطورةً، ومن التخطيطِ حضارةً، نرفعُ لهُ القبعةَ تحيةً وإكبارًا، فهو بحقٍّ..قائدُ الرؤى، وباني المجدِ، وصانعُ نهضةِ المنصورة.