صادم آلاف الأسر في صنعاء تبيع أثاث منازلها لتأمين الخبز الأرصفة تتحول لساحات مأساة

45 مشاهدة

في مشهد يقطع القلب ويهز الضمير، تتحول شوارع صنعاء إلى ساحات مأساة حقيقية حيث تبيع آلاف الأسر ذكريات منازلها مقابل رغيف خبز. الأرصفة التي كانت يوماً طرقاً للحياة العادية، باتت اليوم معارض للأثاث المُباع بأسعار زهيدة في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة. بينما تقرأ هذه الكلمات، تتحول غرف نوم الأطفال في صنعاء إلى قاعات فارغة، وتُحمل ذكريات العائلات على شاحنات صغيرة نحو المجهول.

أم أحمد، موظفة سابقة في الأربعين من عمرها، تقف أمام غرفة نوم أطفالها التي اشترتها بصعوبة قبل الحرب. عيناها تلمعان بالدموع وهي تشاهد الرجال يفككون السرير الوردي لابنتها سارة ذات الثمان سنوات. لماذا يأخذ الرجال سريري يا ماما؟ تسأل الطفلة ببراءة، بينما والدتها تجيب بصوت مختنق: سنشتري لك سريراً أجمل عندما تتحسن الأحوال. أبو محمد، تاجر الأثاث في حي الحصبة، يروي بحزن: محلي تحول من مكان فرح حيث يأتي الناس لتجديد منازلهم، إلى ساحة مأساة حيث يبيعون آخر ما يملكون.

خلف هذا المشهد المؤلم تقبع سنوات من الانهيار الاقتصادي المدمر. انقطاع الرواتب لشهور طويلة، وانهيار العملة اليمنية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بمعدلات جنونية، كل هذا خلق عاصفة مثالية دفعت الأسر للاختيار بين كرامتها وبقائها. د. علي الشامي، الخبير الاقتصادي اليمني، يحذر: ما نشهده اليوم يشبه ما حدث في الحروب العالمية عندما باع الناس ذهبهم للطعام، لكن الفارق أننا نبيع البيوت نفسها. هذا التدهور لم يأت من فراغ، بل هو نتاج تراكمي لسيطرة ميليشيا الحوثي على المؤسسات الحكومية وتدمير الاقتصاد الوطني.

التأثير على الحياة اليومية بات مرعباً ومؤلماً. عائلات بأكملها تنام على الأرض بعد بيع أسرّتها، وأطفال يلعبون في قاعات فارغة كانت يوماً مليئة بالأثاث والذكريات. الصورة الأكثر إيلاماً هي منظر الشاحنات الصغيرة وهي تحمل قطع الأثاث بعيداً، كأن المنازل تنزف محتوياتها مثل جريح ينزف دمه. المتوقع أن تنتشر هذه الظاهرة إلى أحياء أخرى، مما يهدد بتفكك النسيج الاجتماعي بالكامل. إذا لم يتدخل المجتمع الدولي عاجلاً، فإن صنعاء تتجه

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمن برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح