الأسد الأسير في قصره الذهبي

44 مشاهدة

ابو بيروت:

في قديم الزمان، في مملكة “أرض السنابل”، التي كانت تعج بالخيرات ويحكمها سكانها من الحيوانات، انتُخب الأسد “ظافر” رئيسًا للمملكة. كان “ظافر” أسدًا نبيلاً، يمتلك رؤية وطموحًا لتحقيق العدالة والازدهار لشعبه من مختلف المخلوقات، من الفئران الصغيرة إلى الأفيال الضخمة. انتخبه الشعب لأنه وعد بإنهاء سيطرة مجموعة معينة على مقدّرات البلاد.
لكن “ظافر” سرعان ما اكتشف أن العرش الذي يجلس عليه ليس القوة الحقيقية.

كانت أجهزة الدولة الرئيسية يُديرها مجموعة من الضباع الماكرة وبعض الذئاب المتنفذة. هؤلاء لم يكونوا يعملون لصالح المملكة، بل كانوا مرهونين لـ”تحالف التماسيح والنسور”، وهي اللوبيّات الاقتصادية والمالية القوية التي تسيطر على التجارة ومخازن الحبوب والذهب. كانت التماسيح تسيطر على الأنهار والمياه (الموارد المالية)، والنسور تسيطر على السماء (الاتصالات والمعلومات).

“ظافر” الأسد كان محاصرًا في قصره الفخم. كانت التقارير التي تصله يوميًا عن حالة الشعب مزيفة ومُعدّلة بعناية فائقة.
عندما كانت الغزلان تشكو من نقص المراعي، كان حراس القصر من الذئاب يرسلون تقارير تفيد بأن “المراعي في أوج ازدهارها والشعب سعيد”.
وعندما كانت الأرانب تطالب بحصص عادلة من الجزر، كانت اللوبيّات تضمن وصول تقارير للأسد “ظافر” بأنه تم توزيع الجزر بإنصاف، بينما كانت الأكياس تذهب إلى مخازن التماسيح والنسور الخاصة.

كان “ظافر” يشعر بالضيق والانعزال، لكنه لم يكن يمتلك الأدوات اللازمة لكشف الخدعة. كان يعتقد أنه يتخذ القرارات الصائبة بناءً على “الحقائق” التي تصله. كان شبه سجين في قصره الذهبي، يغرد خارج السرب بعيدًا عن الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الذي انتخبه.

استمر الحال هكذا حتى بدأت همهمات الاستياء تعلو بين الحيوانات، وبدأت القطة الفنانة والغزال الحساس يشعران بأن هناك خطأ ما في مملكة “أرض السنابل”. كانت الرائحة الكريهة للفساد تفوح من تحت الجسور التي تسيطر عليها التماسيح، لكن أحدًا لم يجرؤ على إخبار الأسد بذلك مباشرة، خوفًا من الذئاب والضباع المحيطة به.

وهكذا، بقي طموح “ظافر” النبيل محبوسًا خلف أسوار التقارير المغلوطة، بينما كانت اللوبيّات الاقتصادية تقتسم الكعكة وتزداد قوةً ونفوذًا.

*كاتب من

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الخبر اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح