لهذه الأسباب تراجع التبادل التجاري بين روسيا وتركيا إلى النصف

٥٥ مشاهدة
زرعت العقوبات الأميركية المخاوف لدى التجار الأتراك بعد صعوبة تحصيل أثمان بضائعهم المصدرة إلى روسيا والعقوبات التي تطاول المصدرين والمصارف ما راجع حجم التبادل التجاري إلى النصف خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري مقارنة بالنصف الأول من عام 2023 بحسب مصادر تركية في هذا الصدد ويقول الاقتصادي التركي مصطفى رجب إرسين إن التصدير إلى روسيا بات كابوسا لرجال الأعمال الأتراك بسبب العقوبات وتعرضهم للتهديدات المباشرة من المسؤولين الغربيين مبينا خلال تصريحات صحافية أن جميع القطاعات الاقتصادية في تركيا باستثناء المواد الغذائية والخضروات والفواكه الطازجة عانت كثيرا الحصار المفروض على موسكو خاصة قطاع الجلود والمنتجات الجلدية الذي بات معدوما عمليا ويضيف إرسين أنه للأسف تؤثر العقوبات سلبيا ليس فقط على روسيا بل كذلك على تركيا لأن التجار الأتراك الذين يصدرون البضائع إلى روسيا ويستوردون منها يواجهون مجموعة متنوعة من المشكلات بدءا من تجميد الحسابات المصرفية وحتى التهديدات المباشرة من المسؤولين الغربيين وهذا يؤدي إلى تقلص الصادرات إلى روسيا وفقا لجمعية المصدرين الأتراك التي أكدت انخفاض الصادرات إلى روسيا بمقدار النصف في الأشهر الستة الأولى من العام ولم يبتعد رئيس اتحاد مصدري الآلات التركي كوتلو كارافيل أوغلو عن رأي سابقه إذ توقع تراجع صادرات قطاع الآلات الذي يضم 22 ألف عضو إلى روسيا بنحو مليار دولار خلال العام الحالي بما يعادل نحو ثلث البضائع في العام الماضي بسبب الغموض والتوسع السريع لقوائم العقوبات والقيود المفروضة على تصدير السلع التي يمكن أن تستخدم عسكريا ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن رئيس اتحاد مصدري الآلات القول إنه لا يبدو من الممكن لأي شركة تصنيع آلات جادة الاحتفاظ باهتمامها بالسوق الروسية في مواجهة تزايد الضغوط على النظام المصرفي وسلاسل الإمداد من جهته يقول المحلل التركي باكير أتاجان لـالعربي الجديد إن التبادل التجاري بين بلده وروسيا مستمر في التراجع بعد أن خسر القطاع نحو 34 من حجم التبادل خلال الربع الأول من العام الجاري ويضيف أتاجان أن القصة ليست ترهيبا أميركيا فقط كما يصور البعض بل إن تراجع حجم المعاملات المصرفية وصعوبة إن لم نقل استحالة تحويل الأموال للمنتجات المصدرة أدى إلى بحث المصدرين الأتراك عن وجهات جديدة وهي بطبيعة الحال متوفرة سواء في منطقة الشرق الأوسط الدول العربية أو أفريقيا وحتى أوروبا ويبين المحلل التركي أن التسويات بالعملات الوطنية أو حتى محاولات المقايضة لا تعفي التجار والمصارف التركية من الاستهداف والعقوبات الأورو أميركية بعد أن بات التحويل المالي أو الالتفاف عليه مسألة صعبة ومكشوفة مشيرا إلى أن العقوبات قد تصل إلى ضعف ثمن الصادرات ما يعني خسارة التجار المزدوجة ثمن البضاعة ومبالغ العقوبات وحول أثر إعاقة التجارة على العلاقات وطموح كلا البلدين وصول حجم التبادل إلى 100 مليار دولار يضيف المحلل التركي أن القصة ليست بين البلدين إذ لا يوجد أي مشكلات بل العقوبات والرقابة المصرفية على التحويلات راجعت التبادل عدا بعض المنتجات الغذائية كالخضر والفواكه بعد أن ساد رفض المصارف التركية التحويلات المالية القادمة من روسيا لتسوية مدفوعات بعض البضائع المستوردة حتى ولو كانت بالليرة التركية ويرى أوزجان أويصال أنه وبعد تنامي حجم التبادل التجاري العام الماضي بنسبة 23 2 بعد الحرب الروسية على أوكرانيا وبلوغ قيمته نحو 62 مليار دولار وزيادة صادرات المواد الكيميائية والآلات وسلع السيارات والمنتجات الطازجة والإلكترونيات عاود التراجع خلال النصف الأول من العام الجاري تقريبا إلى النصف بسبب المشكلات المتعلقة بتحويلات الأموال وتوسيع العقوبات الغربية ومخاوف تخفيف المخاطر بين البنوك التركية والوسطاء بهدف تجنب العقوبات ويضيف أويصال لـالعربي الجديد أن التبادل بالعملات المحلية الروبل والليرة لم يزل الملاذ لاستمرار التبادل التجاري لكن التجار الروس يواجهون في المقابل صعوبات في تسجيل الشركات أو فتح حسابات في المصارف التركية مشيرا إلى مخاطر التحايل على العقوبات من خلال الاعتماد على أطراف ثالثة خاصة بعد تشدد العقوبات الأميركية نهاية العام الماضي وتخلي المقرضين والمتعاملين مع التجار الروس وتجنب التعامل بالوساطة أو عبر عملات محلية بل بات الالتفاف على العقوبات والقيود يتطلب الآن شبكة كبيرة ومجازفة من الوسطاء لتجنب التدقيق التنظيمي وكانت المسؤولة بوزارة الخزانة الأميركية آنا موريس قد أكدت لقد أصبح من الصعب على روسيا الوصول إلى الخدمات المالية التي تحتاج إليها للحصول على السلع مشددة على أن ذلك كان هدفا من أجل جعل تدفق الأموال أكثر صعوبة وزيادة التكلفة على الروس وتهدف الإجراءات الأميركية إلى استهداف البنوك في البلدان التي سجلت ارتفاعات حادة في التجارة مع روسيا بعد أن فرض الغرب عقوبات في أعقاب الحرب في أوكرانيا قبل أكثر من عامين وأدت إلى انخفاض حاد في الصادرات خاصة المرتبطة بالحرب جراء مخاوف المصارف من التداعيات المحتملة والإجراءات من جانب الولايات المتحدة التي يمكن أن تتعقب أي معاملة بالدولار وتشل المقرضين من خلال استبعادهم من النظام المالي القائم على الدولار كما يمكن لوزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات ثانوية على المقرضين إذا اشتبهت في أنهم يتعاملون مع شركات محظورة بسبب صلاتها بالقطاع الصناعي العسكري الروسي ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة نجحت جزئيا في فرض قيود على التحويلات من وإلى روسيا بعد تراجع التجارة الروسية مع شركائها إن بالصين أو تركيا ورفض المصارف التركية فتح حسابات للمواطنين الروس أو استقبال التحويلات الدولارية وظهرت المشكلة بعد أن وجد العديد من المصدرين الأتراك أنفسهم غير قادرين على الوصول إلى المدفوعات من روسيا سواء كانت مقومة بالليرة التركية أو الروبل الروسي حيث تقوم بعض البنوك الخاصة إما بإرجاع هذه التحويلات مباشرة أو ترفضها في المرحلة الأولية مشيرة إلى الشكوك في أنها مدفوعات مقابل منتجات خاضعة للعقوبات لكن العقوبات لم تحد من تطلعات البلدين ولو نظريا على الأقل بل لم يزل التعويل على وصول حجم التبادل إلى 100 مليار دولار حديث كلا الرئيسين في أنقرة وموسكو إذ يؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن هدف أنقرة من التبادل التجاري مع روسيا يتمثل بالوصول إلى 100 مليار دولار مضيفا خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الكازاخية أستانة مطلع الشهر الجاري على هامش القمة الـ24 لدول منظمة شنغهاي للتعاون إن حجم التبادل التجاري الذي وصلت إليه تركيا وروسيا وبلغ 55 مليار دولار لا يشكل شيئا بالنسبة لإمكانات البلدين والطموح أن نصل إلى 100 مليار دولار وواثق بقدرتنا على تحقيق ذلك ونملك الإمكانات اللازمة بدوره قال بوتين إن العلاقات بين بلاده وتركيا تتقدم رغم المصاعب حول العالم وموسكو مستمرة في تنفيذ مشاريعها الاستراتيجية مع أنقرة بطريقة مدروسة مشيرا خلال اللقاء في أستانة إلى أن 6 7 ملايين سائح روسي زاروا تركيا خلال العام الماضي 2023 مبينا أن بلاده حطمت رقما قياسيا في مجال السياحة مشيدا بحجم التبادل التجاري بين البلدين الذي وصل العام الماضي 55 مليار دولار رغم تراجع التجارة بعض الشيء خلال الأشهر الماضية وبحسب دائرة الإحصاء التركية تصدرت الحمضيات وقطع الغيار وعربات المقطورات قائمة صادرات تركيا إلى روسيا في 2023 بينما كانت منتجات البترول والغاز والنفط والحديد والصلب على قائمة مستوردات تركيا من روسيا إذ باعت روسيا تركيا من الحديد والصلب بقيمة 3 1 مليارات دولار والفحم 2 9 مليار دولار ومن القمح بنحو مليار دولار

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح