الأزمة السودانية تعدد أسباب تعثر مسار جدة

٤٩ مشاهدة
بعدما كان المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو قد أعلن أن بلاده تتطلع لاستئناف المفاوضات السودانية في السعودية في 18 إبريل نيسان الحالي فإن هذا اليوم انقضى من دون أن يعلن رسميا عن عودة طرفي الصراع الجيش وقوات الدعم السريع إلى منبر جدة قبل أن تعود الخارجية الأميركية لتعلن الأسبوع الماضي أن السعودية ستستضيف خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة مفاوضات جديدة لوضع حد للنزاع في السودان وتعكس المهلة المفتوحة التي وضعتها الخارجية الأميركية لاحتمال عودة المفاوضات حجم الصعوبات التي تفضي إلى تعثر هذا المسار وفي السياق تحدث دبلوماسي سوداني بارز في بعثة بلاده في الأمم المتحدة لـالعربي الجديد عن أسباب تعطل استئناف اجتماعات منبر جدة لكنه طلب عدم ذكر اسمه ووفقا للدبلوماسي نفسه فإن الحكومة السودانية ومجلس السيادة الانتقالي تمسكا بعدم وجود أي دور لدولة الإمارات كوسيط وذلك بعدما بدا أن هناك اتجاها لإشراك أطراف إقليمية في المحادثات بعضها متورط في دعم المتمردين على حد وصفه وبرأيه فإنه ليس من المنطقي أن توجد الإمارات على طاولة تفاوض كوسيط ونحن قد تقدمنا بطلب لمجلس الأمن الدولي لإدانتها وتسميتها كطرف مسؤول عن استمرار الأزمة بسبب دعمها المتواصل للمتمردين دبلوماسي سوداني الحكومة السودانية ومجلس السيادة الانتقالي تمسكا بعدم وجود أي دور لدولة الإمارات كوسيط وحصلت العربي الجديد على نسخة من بيان السودان للرد على إحاطة مجلس الأمن في 19 إبريل نيسان الحالي والذي جاء في 13 صفحة واستعرض البيان الذي قدمه مندوب الخرطوم لدى مجلس الأمن السفير إدريس الحارث ما سماه الوضعية بعد مرور عام قائلا إن ما كان كل ذلك ليحدث لولا أن دولة الإمارات الراعي الإقليمي لخطة العدوان المسلح استمرت في تقديم الدعم العسكري واللوجستي لدعم التمرد وحلفائه من المليشيات بجانب الإسناد السياسي والإعلامي والدعائي وأشار البيان السوداني إلى شكوى تقدمت بها الخرطوم أخيرا ضد دولة الإمارات معززة بتقرير فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات المنبثقة عن القرار 1951 2005 ودعا البيان إلى دعم منبر جدة بوصفه الوحيد الأمثل مقارنة بغيره من المنابر مشددا على التمسك بالتعهدات التي تم التوصل إليها في منبر جدة في الحادي عشر من مايو أيار 2023 في المقابل رفضت الإمارات في رسالة لمجلس الأمن الدولي نشرت أمس على حساب البعثة على منصة إكس ما سمتها الادعاءات التي أدلى بها المندوب الدائم للسودان والتي لا أساس لها من الصحة قائلة إن كافة الادعاءات حول تورط الإمارات في أي شكل من أشكال العدوان أو زعزعة الاستقرار في السودان أو تقديمها لأي دعم عسكري أو لوجستي أو مالي أو سياسي لأي فصيل في السودان هي ادعاءات زائفة وتفتقر إلى أي أدلة موثوق بها لدعمها من جهته قال مصدر دبلوماسي مصري سابق في تصريح لـالعربي الجديد إن بلاده ترحب بأي مسعى للوساطة يؤدي إلى وقف إطلاق النار في السودان وإنهاء الأزمة بما يضمن سيادة ووحدة وسلامة أراضي السودان لكنها لا تقبل بإشراك وسطاء يقدمون الدعم العسكري للأطراف المتحاربة وأضاف المصدر أن القاهرة تتفهم موقف المجلس السيادي الانتقالي الحاكم في السودان وتحفظه على إشراك أي طرف قدم الدعم لمليشيات الدعم السريع وقال المصدر إنه بخصوص مساعي الوساطة التي تقوم بها السعودية والولايات المتحدة فإن الأخيرة حاولت الضغط في الأيام القليلة الماضية من أجل العودة إلى مسار جدة لكن هناك بعض الصعوبات التي تواجه ذلك أبرزها تحفظ الحكومة السودانية على عدم التزام الطرف الآخر بمخرجات الجولة الأولى من منبر جدة مضيفا أن القاهرة على تنسيق كامل مع الحكومة السودانية في موازاة ذلك قال مصدر مصري رفيع المستوى لـالعربي الجديد إن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قد يزور مصر قريبا لمتابعة ما تم الاتفاق عليه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل شهر في القاهرة لافتا إلى أن قرار العودة إلى مفاوضات السعودية من جانب البرهان لم يتم حسمه بعد وفي السياق قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري السفير عبد الله الأشعل في تصريح لـالعربي الجديد إن مواقف الدول الثلاث مصر والسعودية والإمارات من الأزمة السودانية متناقضة ولولا دخول هذه الدول على خط الأزمة لكان من الممكن أن تخمد الفتنة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي وأضاف الأشعل لا أتوقع مطلقا من مصر ولا السعودية ولا الإمارات أن تحل المشكلة على الرغم من أن الضرر واقع أساسا على مصر المكتوية بأزمات السودان وليبيا وسورية وفلسطين ويبدو أن الإدارة المصرية لا تشعر بحجم الخطر وحزام الأزمات الذي يحيط بها وحول مسار المفاوضات الخاصة بالأزمة قال السفير السوداني السابق في واشنطن الخضر هارون في حديث لـالعربي الجديد إن تعويل الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع يبدو أنه ينصب فقط على الحسم الميداني العسكري وما سوى ذلك من تحركات تستخدم من قبل الطرفين لتحقيق ذلك الحسم بإعطاء الانطباع بأن الطرفين يرغبان في التسوية واستغلال انتظار الجهات الداعمة والمنظمة للمفاوضات للنتائج طالما أن جلسات التفاوض قائمة في وقت إن انعقادها مجرد فرصة للمتحاربين لالتقاط الأنفاس وجلب العتاد العسكري والمرتزقة بالنسبة للمليشيات هارون يبدو أن تعويل الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع ينصب فقط على الحسم الميداني العسكري وأوضح الدبلوماسي السوداني أن زيارات البرهان إلى الرياض والقاهرة تتيح له التوضيح للبلدين بأن الوقائع على الأرض وما أصاب المواطنين من تنكيل من قبل المليشيا الدعم السريع تجعل الإبقاء على صيغة الاتفاق الإطاري القائمة أمرا مستحيلا ولفت إلى أن إقناع مصر والسعودية يعد خطوة لإقناع الأميركيين وربما يساعد مسعاه في إقناع الدولتين بأن الجيش السوداني محترف ويتحرك بمقتضى مسؤولياته الوطنية في الحفاظ على كيان الدولة وأنه ليس مطية للإسلاميين إلى الحكم فضلا عن أن التأكيد على منبر جدة كمنبر وحيد للتفاوض يبعد فرصة أن يؤول الملف إلى الاتحاد الأفريقي وإيغاد وهما جهتان لم تعودا تحظيان بثقة السودان وتابع كما أن التأكيد على منبر جدة فيه اعتراف بدور السعودية في الحل بحكم ثقلها الإقليمي وشدد على أن العودة لمنبر جدة تعد فرصة لمصر من أجل دعمه وهي التي تحتضن مئات الآلاف من السودانيين وتحقيق مخرجاته يشجع اللاجئين السودانيين على العودة إلى وطنهم واستئناف حياتهم هناك لكن الكاتب والأكاديمي السوداني محمد خليفة رأى أن السعودية ظلت مواقفها ضبابية وتضع الجيش في كفة واحدة مع الدعم السريع قائلا في حديث لـالعربي الجديد إن هذا أمر يضر بمنبر جدة وقد يجعل مستقبله غامضا كما هو الآن ما لم تحدث تغييرات هيكلية في المنبر وتأكيدات بأنه يصل إلى حلول واقعية لأن ما توصل إليه منبر جدة في السابق لم يتم تنفيذه فلماذا العودة إليه ولا يتوقع أن يزور البرهان السعودية قريبا لأن زياراته السابقة لم تكن إلى الرياض بل كانت إلى عدد من الدول التي يرى أنها مهمة للسودان في تلك المرحلة ولم تكن السعودية واحدة منها مضيفا أن منبر جدة في غرفة الإنعاش وأشار خليفة إلى أن أولوية البرهان الآن وحسب التصريحات الأخيرة هي حسم المعركة مع قوات الدعم السريع وإنهاء وجودها في السودان وبعد ذلك يكون هناك حديث عن التفاوض وأضاف خليفة أن ميزان القوة على الأرض يسير لصالح الجيش السوداني ولذلك ربما لن يلجأ قائده عبد الفتاح البرهان إلى منبر جدة في الوقت الحالي وسيحتكم إلى السلاح وسيذهب إلى الدول التي تدعم السودان لتقوية ترسانته العسكرية حتى يحسم المعركة مع الدعم السريع وبرأيه فإن السعودية تمتلك من القدرة على أن تضغط على قوات الدعم السريع وداعميها لتنفيذ مخرجات جدة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح