رغم الأزمة الخانقة حكومة عدن ترسل ملايين الدولارات إلى الخارج

خاص _ المساء برس|

كشفت مصادر اقتصادية مطلعة بأن حكومة عدن الموالية للتحالف أقرت تحويل أكثر من 11 مليون دولار من إجمالي 90 مليون دولار أودعتها السعودية مؤخراً، إلى آلاف المسؤولين التابعين لها في عواصم عالمية مختلفة، حيث يتم الصرف على هذه الفئة، الذين لا يؤدون في غالبيتهم أي دور وظيفي فعلي، تحت بند “الإعاشة” في تحويلات شهرية منتظمة.

يأتي ذلك في وقت يعاني فيه الموظفين المحليين في مناطق سيطرتها، أزمات معيشية صعبة بسبب عدم قدرتها على صرف رواتبهم خلال الأشهر الماضية.

وحذر خبراء اقتصاديون من العواقب الوخيمة لهذه التحويلات المستمرة بالعملات الأجنبية، مشيرين إلى أنها تستنزف الاحتياطي المحدود أصلاً للبنك المركزي في عدن من العملة الصعبة، مما يهدد بانهيار مالي وشيك.

وأرجع الخبراء هذه الأزمة إلى ضعف الصادرات، واتساع نطاق الفساد، وتقاسم العائدات المالية بين كبار القيادات العسكرية والسياسية.

وفي تأكيد للوضع الكارثي، نقلت وكالة “رويترز”، يوم أمس، عن مسؤولين في البنك المركزي فرع عدن، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، اعترافاتهما بأن الحكومة تواجه أسوأ أزمة مالية وتمويلية منذ سنوات، مع انهيار شبه كامل في قدرتها على إدارة المالية العامة أو الوفاء بأبسط الالتزامات.

ولم تكن هذه الأزمة وليدة اللحظة، حيث أرجع المسؤولان الأزمة إلى توقف الدعم والمنح الخارجية وتأخر التحويلات الخليجية لأشهر، وهو ما كشف هشاشة البنية المالية للحكومة واعتمادها شبه الكلي على التمويل الخارجي، حتى المنحة السعودية الأخيرة بقيمة 90 مليون دولار، والتي أُعلن عنها هذا الأسبوع، لم تستطع إخفاء عمق المأزق الذي تعيشه الحكومة.