هل الأدب السوري أدب أقليات

144 مشاهدة

على هامش الاحتدام الطائفي في سورية، الذي يُمزق فيه المجتمع عبر إحالة كلّ مشاكله إلى أقليات كانت تحكم البلاد، ويحصر دورها في التسلط على الأكثرية، التي خسرت مئات الآلاف من القتلى خلال سنوات الثورة ضد نظام الأسد المستبد.

وفي طور دفاع البعض عن الأدوار التاريخية لكل المكونات في بناء سورية، عادت إلى الواجهة أسئلة تطرحها أصوات خفيضة، حول الأدب السوري باعتباره أدباً تكتبه أسماء تنتمي إلى الأقليات! أي أنّ وجوهه البارزة لا تنتمي للأكثرية السّنية، في رغبة للتقليل من قيمة وحجم مساهمتهم في النتاج الأدبي العام.

وبغض النظر عن كون هذه الافتراضات لا تقوم على حيثيات أدبية، بل تنسجم مع الصراعات الطائفية وتكاد تكون جزءاً منها، إلّا أن مجرد طرحها إنما هو مؤشّر على وجود أزمة في الدولة الوطنية، بالإضافة إلى أنها تضع إصبعاً على أزمة في الحقل الثقافي نفسه.

انقلاب البعث

منذ استيلاء حزب البعث على مفاصل الدولة في مارس/ آذار 1963، قامت قيادات الثورة المتناحرة بعمليات تطهير في مؤسسات الدولة بناءً على الصراع بين تيار الأساتذة وبين العسكر الذين قضوا في النهاية على كل منافسيهم، أي مدنيي الحزب وكذلك العسكريين الذين يتبعون لهم، وقد ظهرت أمام السوريين صورة التحالف القائم بين ثلاثة مكونات هم العلويون والدروز والإسماعيليون، قبل أن يطيح حافظ الأسد كلّ منافسيه، حتّى من طائفته، ليتربع على عرش البلاد منذ عام 1970، وليصنع شكلاً فريداً من الحكم يقوم على سيطرة العائلة على الحزب والدولة وعلى الطائفة، والهيمنة على كل الطوائف الأخرى.

نتج الأدب عن صراع فكري وسياسي، لا عن استيلاء أقلية على أكثرية

ومع تفجّر الصراع في سبعينيات القرن الماضي بين حافظ الأسد وتنظيم الطليعة المقاتلة، ذي الطبيعة الجهادية، وقيام السلطة بتدمير الفضاء العام من خلال أمننة المجتمع، ألقى بظلاله على كل مؤسّساته، ولا سيّما منظمات المجتمع المدني مثل النقابات وغيرها، إذ أدّى تمرّدها ضد السياسات القمعية إلى قيام النظام بحلّها، واعتقال جزء كبير من قادتها، الذين وصلوا إلى مراكزهم عبر صناديق الاقتراع، وسط تأييد

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح