مع اقتراب ثورة 26 سبتمبر الرعب يضرب مليشيات الكهنوت الحوثي وهذا ما يحدث في عدة محافظات

قبل أن يرفع اليمنيون راياتهم احتفاءً بذكرى ثورتهم الأم، كانت حملات الاعتقال قد سبقتهم إلى الشوارع. فمنذ أيام، تشن جماعة الحوثي حملة واسعة طالت شخصيات اجتماعية، أئمة مساجد، معلمين، ونشطاء في عدة مديريات بمحافظتي إب وتعز ومحافظات أخرى، في ما وصفته مصادر محلية بأنه إجراءات استباقية لمنع أي نشاط أو دعوة للاحتفال بثورة 26 سبتمبر.

وتشير المصادر إلى أن الجماعة تسعى من خلال هذه الاعتقالات إلى إسكات الأصوات التي ترى في الثورة اليمنية الأم رمزًا لوحدة اليمنيين، ومشروعًا وطنيًا أسقط الحكم الإمامي قبل 63 عامًا، وهو النظام الذي يتهم اليمنيون الحوثيين بمحاولة إحيائه.

وترى الجماعة في ذكرى 26 سبتمبر تهديدًا مباشرًا لوجودها، إذ تستعيد الذاكرة الوطنية مرحلة الخلاص من التسلط والاستعباد، وهو ما يجعل اليمنيين – بمختلف انتماءاتهم – يتفقون على رفض مشروع الحكم الحوثي.

ومع حلول هذه الذكرى كل عام، تتكرر المشاهد ذاتها: حملات اعتقال واسعة، تضييق على الحريات، وملاحقة للناشطين والمواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تأتي ضمن سياسة ممنهجة لطمس الهوية الوطنية ومحاربة الثوابت التي رسختها الثورة، وفي مقدمتها قيم التحرر والعدالة والمواطنة المتساوية.