اقتحام المستشفيات الاحتلال الإسرائيلي يقطع شرايين غزة

٢٩ مشاهدة
يستمر الاحتلال الإسرائيلي في تدمير المستشفيات في قطاع غزة دفعة واحدة في سياسة ممنهجة تهدف إلى قتل ما تبقى من شريان الحياة والأمل لدى الغزيين الذين خسروا كل شيء وسط استمرار الصمت الدولي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام المستشفيات التي تعد شريان الحياة والأمل بالنسبة للغزيين والنازحين منهم ينزح الناس إلى المستشفيات ومحيطها أملا بالنجاة من الموت والعلاج في حال الإصابة إلا أن الاحتلال يعمد إلى اقتحام المستشفيات في وقت واحد في محاولة لقتل هذا الشريان والأمل بالبقاء أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس الواقعة في الجزء الجنوبي من قطاع غزة صباح الأربعاء الماضي بعدما كان قد اقتحمه وأخرجه عن الخدمة منتصف فبراير شباط الماضي وجاء الاقتحام بالتوازي مع قيامه بعمليات عسكرية في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي أعاد اقتحامه وتدمير محيطه وبعض المباني فيه بالإضافة إلى قصف محيط مستشفى الأمل في مدينة خانيونس إلى أن أخرجه عن الخدمة مرة أخرى وعلى الرغم من الهدوء النسبي الذي شهدته بعض المناطق في محافظات قطاع غزة الخمس في بداية شهر رمضان ومحاولة الناس التأقلم وسط الحرمان من الغذاء والإبقاء على سياسة إسقاط المساعدات الجوية وغيرها لم يتردد الاحتلال في ارتكاب المجازر متعمدا قتل الغزيين المنتظرين للمساعدات واقتحام المستشفيات التي سبق أن اقتحمها وقصفها واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع ناصر الطبي واعتقلت عددا من الكوادر الطبية والنازحين بعدما فرضت عليه حصارا بالدبابات والآليات العسكرية بشكل مفاجئ بحسب شهادات النازحين الذين خرجوا منها إلى مدينة رفح وذلك على غرار ما حدث في مجمع الشفاء الطبي وأطلقت قوات الاحتلال النار باتجاه الشبان النازحين بعدما أمرتهم بإخلاء مجمع ناصر الطبي تقول النازحة من المجمع أمل الدلو 40 عاما إن الاحتلال اعتقل عددا من الشبان الذين كانوا يتواجدون في قلب المجمع الطبي بالإضافة إلى عدد من الطواقم الطبية أثناء خروجهم كما رأوا عددا منهم وطلبوا منهم متابعة الطريق ثم أطلق النار عليهم وأعاق مسارهم أثناء النزوح وتقول الدلو لـ العربي الجديد كنت موجودة في المرة الأولى لاقتحام المستشفى وكان زوجي مصابا إصابة خطيرة ويحتاج إلى رعاية كبيرة كونه لم يكن قادرا على التنفس بشكل جيد وقد أغمي عليه نتيجة إصابته قبل ثلاثة أشهر شاهدت الاقتحام الأول واعتقال عدد من الأطباء والممرضين وبقيت هنا إلى حين انسحاب الاحتلال جزئيا من المجمع إلا أنه عاد لاقتحامه مجددا وتوضح الدلو أن الاحتلال أعاد اقتحامه في ظل تواجد عدد من النازحين داخله هم الذين ليس لديهم أي خيار بعدما امتلأت رفح بالنازحين في الوقت الذي ينتظر زوجها العلاج في الخارج تحسن زوجها بعض الشيء وأجبروا على النزوح مجددا ونقلته على كرسي متحرك لكن الاحتلال اعتقل عددا من النازحين وأطلق النار عليهم وقد وصلوا إلى مدينة رفح في ساعات الليل الأولى من اليوم نفسه قتل الاحتلال مؤخرا خمسة أطباء في مجمع الشفاء الطبي بناء على المعلومات التي وردت من المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بعدما حاصرهم وكان ينوي اعتقالهم وفي ظل استمرارهم في تأدية مهامهم وعلاج المصابين المتبقين داخل المجمع أثناء العملية العسكرية عمد إلى إحراق المبنى الطبي الأكبر في مجمع الشفاء وهو مبنى الجراحات التخصصي ويشير المكتب الإعلامي إلى أن عدد شهداء الطواقم الطبية وصل إلى 370 شهيدا خلال تأديتهم عملهم كان آخرهم الممرض يحيى بعلوشة صباح أول من أمس من جهة أخرى يستمر الحصار الإسرائيلي والعمليات العسكرية ضد مجمع الشفاء الطبي لليوم الـ 11 على التوالي وكان طبيب الطوارئ إبراهيم الحسنات ضمن الطواقم الطبية التي تعرضت للحصار وكان ضمن القلة الذين استطاعوا النزوح من المجمع بعد مضي أربعة أيام تحت الحصار يعتبر الحسنات أن الاحتلال يتبع سياسة الاقتحامات المستمرة للمستشفيات في وقت واحد لإسقاطها دفعة واحدة حتى يتفرغ لعملياته التي ينوي القيام بها في مدينة رفح وتقوم الخطة الإسرائيلية على تصفية المستشفيات الواحدة تلو الأخرى وإخراج عدد منها عن الخدمة بدءا من شمال القطاع وذلك حين اقتحم مستشفى بيت حانون وأخرجها عن الخدمة خلال الشهر الأول للعدوان ثم إخراج ثلاثة مستشفيات في وقت واحد عن الخدمة وهي من أهم وأكبر مستشفيات القطاع في الأيام العشرة الأخيرة وهي مجمع الشفاء الطبي ومجمع ناصر الطبي ومستشفى الامل ويقول الحسنات لـ العربي الجديد ينزح الناس بحثا عن الضوء والمياه والمساعدات ويعانون جراء الجوع والتشرد وغياب مقومات الحياة كانوا يعتقدون سابقا أن المستشفى مصدر أمان بالنسبة إليهم لعدم قصفه في الاعتداءات الإسرائيلية السابقة وإن كان عمد إلى القصف على مقربة من بعض بوابات المستشفيات على غرار مجمع الشفاء الطبي في عدوان عام 2014 يضيف بقي لدى الناس والطواقم الطبية القليل من الأمل في المجمعات الطبية والمستشفيات كونها تقدم المساعدات فخلال اقتحام مجمع الشفاء الطبي تجمع الناس في داخله لكن تم تدمير آخر الآمال ومن الواضح أن الاحتلال لا يريد مستشفيات تعالج المصابين ولا أي مصدر للأمل والعلاج بغزة وأجبر الاحتلال الإسرائيلي بعضا من الطواقم الطبية ومنذ اللحظات الأولى لاقتحام مستشفيات في محافظة شمال قطاع غزة على النزوح مع عائلاتهم فيما عمد إلى اعتقال واغتيال آخرين في ظل استمرار الحملات ضد النازحين والمستشفيات من بين هؤلاء طبيب العظام محمد عودة الذي يعمل في المستشفى الإندونيسي يتنقل عودة بين عيادات مدينة رفح لمتابعة حالات الإصابات والكسور مشيرا إلى أن النازحين يتمركزون داخل المستشفيات أو المراكز الصحية أو على مقربة منها مشيرا إلى أن الاحتلال يريد تنفيذ خطة عزل وإعدام الأماكن التي يعود إليها النازحون وجعلهم جميعا مشردين في خيام ويقول لـ العربي الجديد عملت خلال العدوان في أربعة مستشفيات وقد اقتحم الاحتلال الإسرائيلي جميعها وأخرجها عن الخدمة لكن على الرغم من اقتحامها يعود الناس إليها لأنها تساهم في تثبيت الناس وتزرع الأمل في الاستمرار والتكتل حولها حتى لو اقتحمها الاحتلال ألف مرة المستشفيات هي شريان الغزيين وباتوا ينزحون من محيط مستشفى إلى آخر أو منطقة قريبة منها وتقدر وزارة الصحة أن عشرة مستشفيات لا تزال تعمل في القطاع في الشمال يعمل مستشفى كمال عدوان بـ 25 في المائة من طاقته الاستيعابية والأمر نفسه ينسحب على مستشفى العودة التخصصي وفي مدينة غزة لم يخرج المستشفى الأهلي العربي المعمداني التابع للكنيسة المعمدانية الإنجيلية عن العمل وفي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة يعمل مستشفى شهداء الأقصى بأقل من نصف طاقته ومستشفى يافا الجراحي التخصصي بينما يعمل مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار الحكومي في مدينة رفح بالإضافة إلى المستشفى الكويتي التخصصي المستشفى الإماراتي ومستشفى ميداني أردني وآخر إماراتي في مدينة رفح وفي السياق حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من مغبة انهيار النظام الصحي بقطاع غزة المحاصر مشيرا إلى وجود 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل جزئي من أصل 36 وقال على منصة إكس مع وجود 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل جزئي من أصل 36 فإن النظام الصحي في غزة بالكاد يصمد ويقول الطبيب المتخصص في علاج الأمراض العصبية أحمد نادر والذي يعمل في مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني إن الاحتلال كان يتعمد إخراج المستشفى منذ يناير كانون الثاني عن العمل وقد قصفه بشكل مباشر ومنذ بداية الشهر الحالي وهم يعيشون في مأساة إلى حين الإعلان عن خروج المستشفى عن الخدمة الثلاثاء الماضي بسبب محاصرة الاحتلال والقصف المستمر وقطع طرقات إمداد المساعدات ويرى نادر أن تدمير المستشفيات سياسة إسرائيلية واضحة وممنهجة أثناء العدوان الحالي لافتا إلى أنه يرغب في إعادة برمجة نظام عمل المستشفيات والتحكم في كافة إمداداتها والطرقات المؤدية إليها وفرض السيطرة على قطاع غزة بالكامل في ظل تركيزه الكبيرة على قصف العديد منها في كل مدينة ومحافظة يشار إلى أن مستشفى الأمل تابع للهلال الأحمر الفلسطيني وعلى صلة مع جمعيات طبية ودولية يتابع نادر خلال حديثه لـ العربي الجديد سقطت قدسية الرداء الأبيض في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي وتحديدا عندما أخرج المستشفى الأول عن الخدمة وهو بيت حانون الحكومي من دون أن يحرك أحد ساكنا حينها أدركنا أن عملنا والمستشفيات أصبحت ضمن الأهداف العسكرية الناس ترتبط بالمستشفيات ويتواجد النازحون فيها ليس حبا بل باتت المكان الأخير الذي قد ينقذهم من الموت

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح