اعتقال قيادات الأحزاب التونسية إفراغ نهائي للساحة السياسية
٥٨ مشاهدة
ارتفع عدد زعماء وقادة الأحزاب التونسية المعتقلين في السجن إلى 7 باعتقال أمين عام اتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي فيما يقارب عدد النشطاء الحزبيين المسجونين نحو 40 شخصية بين وزراء سابقين وبرلمانيين وفاعلين في أحزاب وازنة ويقبع في السجن منذ أكثر من عام بتهم التآمر على أمن الدولة كل من زعيم حزب النهضة ورئيس البرلمان السابق راشد الغنوشي والأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي ورئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي والأمين العام لحزب القطب رياض بن فضل والأمين العام للتيار الديمقراطي السابق غازي الشواشي ورئيس حركة النهضة بالنيابة منذر الونيسي بالإضافة إلى المرايحي الذي اعتقل الأربعاء الماضي بتهم شبهات فساد مالي كما يرجح أن يرتفع عدد قادة الأحزاب المعتقلين بعد توجيه الدعوة للتحقيق مع الأمين العام لحزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكي بتهمة القتل العمد ويقبع في السجن منذ عام ونصف نحو 40 شخصية حزبية وسياسية بتهم التآمر على أمن الدولة في سياق حملة الاعتقالات في 11 فبراير شباط 2023 وتشمل قائمة المعتقلين كلا من نائبي رئيس حزب النهضة علي العريض ونور الدين البحيري ورئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني والقيادي المؤسس في حزب التكتل خيام التركي والقياديين في جبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك ورضا بلحاج والقياديين في حزب تحيا تونس النائب وليد جلاد والوزير السابق رياض الموخر ومن مؤسسي حزب ائتلاف الكرامة النائب راشد الخياري وغيرهم تحظى حركة النهضة بالنصيب الأكبر من عدد القيادات والكوادر الحزبية في السجن إذ تشمل قيادات محلية وجهوية وإدارية وحتى مستقيلين منها وقال القيادي في الحركة محسن السوداني في تصريح لـالعربي الجديد إنه من الواضح أن السلطة تستهدف كل مترشح جدي للانتخابات الرئاسية وتسعى من وراء ذلك إلى خلق وضع لا يسمح إلا بنجاح الرئيس الحالي قيس سعيد ولا أعتقد أن المعارضة يمكن أن تخوض هذا الاستحقاق المهم فيما لو استمرت نفس الظروف الحالية الخانقة وذلك يؤكد قاعدة تاريخية في المجال السياسي وهي أن الانقلاب ليس له أصدقاء والجميع يظلون في مرمى الاستهداف فأن تسجن السلطة معارضين سياسيين من اتجاهات متباينة ومختلفة وإعلاميين ومحامين ولا تستثني أي تيار سياسي كل ذلك يؤكد هذا المعنى وهو أن الانقلاب ليس له صديق وأضاف السوداني يبدو أن الاتجاه العام لسلطة الانقلاب هو إفراغ المشهد السياسي من كل الرموز والشخصيات التي كانت علامات دالة على تاريخ نضالي في المجال السياسي والحقوقي والمدني لكأن الانقلاب يريد أن يمحو كل آثار الثورة المادية والرمزية ويغلق القوس لمرحلة كاملة من الانتقال الديمقراطي وتابع صحيح أن الانقلاب لم يحل أحزابا سياسية بحكم قضائي ولكنه يسعى إلى حلها بطرق أخرى وذلك بإجراءات ضاغطة ومضيقة مثل غلق المقرات ومنع الاجتماعات واعتقال القيادات وفضلا عن ذلك فإنه يخلق مناخا عاما لا يشجع على العمل السياسي كما يعمد إلى شيطنة السياسيين وترذيلهم في عيون الرأي العام وبذلك يخلق توجها عاما يعادي الأحزاب التونسية والسياسيين في إحجام الناس عن المشاركة في الفضاء العام بالانخراط في الأحزاب والمساهمة في الشأن الوطني ويمكن القول إن السياسة في تونس تحتضر هذا إن لم تكن قد ماتت فعلا بحسب تقديره سعيد لا يرى فائدة من الديمقراطية بدوره اعتبر المحلل السياسي والجامعي أحمد الغيلوفي في تصريح لـالعربي الجديد أن ماكينة جهاز السلطة كانت عادلة إلى حد ما في توزيع الاستهداف على الطبقة السياسية المعارضة عبر اعتقالات طاولت غالبية رموز الحركة المعارضة والاستهداف تراوح بين السجن والملاحقة والتحقيقات والتضييقات ولفت إلى أن الاستهداف هو مواصلة لعملية تصحير الساحة السياسية وتفريغها من الفاعلين الحزبيين والنشطاء السياسيين وضرب للأحزاب السياسية مستدركا بأن ضرب الأحزاب السياسية لم يبدأ الآن بل بدأ منذ 2014 عندما كان سعيد يجوب البلاد ويقول فليرحلوا حكومة ومعارضة وهو يرى سعيد أن الأحزاب التونسية هي أحد الأمراض العضال التي أصابت تونس ويرى أن الأحزاب أصبحت شريكة في الفساد وقمع الشعوب وتفقيرها وتابع المحلل سعيد يرى أن الديمقراطية لعبة وحيلة ليبرالية وهذا ليس كلامه هو بل رأي قوى تونس الحرة التي رافقها منذ 2011 وهي تعتبر فصيلا يساريا متطرفا سليل حزب الوطنيين الديمقراطيين الذي يعتبر الديمقراطية لا فائدة منها بل هي حيلة ليبرالية ويرون أنه يجب أن يكون هناك قائد ورئيس ينطق باسم إرادة الشعب يمثل مصلحة الشعب ولا فائدة من المنافسة ولا الانتخابات عموما وبالتالي منتظر أن يقوم بسجن أي منافس جدي له وضرب الأحزاب التونسية واستنتج الغيلوفي الانقلاب لا ينفذه فرد واحد بل معه مؤسسات أمنية وعسكرية تعيش لحظة خطيرة على مصيرها لأنها تخشى أن يأتي رئيس آخر يحاسبها على أحداث 25 يوليو تموز 2021 فهناك أجهزة وهناك إرادة قيس سعيد وهناك إرادة هذا الفصيل السياسي الذي يقوم بكل شيء للبقاء في السلطة وحماية نفسه