اعتراف أمريكي محتمل بأرض الصومال مقابل موطئ قدم عسكري

إستراتيجية واشنطن في القرن الأفريقي: اعترافٌ محتملٌ بأرض الصومال مقابل موطئ قَدَمٍ عسكريٍّ
مايو 2025
في ظلِّ التحوُّلات الجيوسياسية المتسارعة في منطقة القرن الأفريقي، تبرز أرض الصومال كفاعلٍ سياسيٍّ يسعى لإعادة رسم موقعه على خريطة العلاقات الدولية، مع تصاعُد اهتمام النخبة الجمهورية الأمريكية بها ومناقشات حول إمكانية الاعتراف مقابل امتيازات إستراتيجية، وتأتي هذه التطوُّرات في سياقٍ تنافسيٍّ بين القوى الكبرى؛ حيث تسعى واشنطن لتعزيز نفوذها في منطقة حيوية تطلُّ على ممرَّات مائية مهمة، وتجاور النفوذ الصيني في جيبوتي، وفي هذا الإطار، يلوح سيناريو تبادلي يمنح الولايات المتحدة موطئ قدمٍ عسكريٍّ في ميناء بربرة مقابل دعْمٍ دبلوماسيٍّ لأرض الصومال؛ ما قد يشكل نقطة تحوُّلٍ في مساعيها لنيل الاعتراف الدولي.
*الجذور التاريخية للعلاقات بين الولايات المتحدة وأرض الصومال*
تميزت العلاقة بين الولايات المتحدة وأرض الصومال بتاريخ من التعاون الإستراتيجي برغم عدم الاعتراف الرسمي، فقد شكلت المصالح المتبادلة في مجالات الأمن والحكم الديمقراطي أرضية لعلاقات وُدِّيَّة بين الجانبين، وخلال السنوات الأولى انشغل أول رئيسيْن لأرض الصومال، عبد الرحمن علي فرح ومحمد حاجي إيغال، في تثبيت أركان الدولة داخليًّا، ومع أن “إيغال” زار الولايات المتحدة في عام 1998 إلا أن العلاقة ظلَّت محدودة التأثير.
وتغير هذا الوضْع في أعقاب الحرب الأمريكية على الإرهاب، حينما قدَّمت أرض الصومال بقيادة الرئيس “ريالي” نفسها كشريك للولايات المتحدة وإثيوبيا في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وفي يناير 2008، قام “ريالي” بزيارة مهمة إلى واشنطن، التقى خلالها مسؤولين كبار من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومجلس الأمن القومي؛ حيث ناقشوا سُبُل التعاون في قضايا الأمن والتنمية والديمقراطية.
وفيما بعد استضافت أرض الصومال وفْدًا من موظفي الكونغرس الأمريكي ضمَّ أعضاءً من لجان مؤثرة وقاموا بجولة في ميناء بربرة الإستراتيجي، كما زار الرئيس موسى بيهي واشنطن وقدَّمَ خلالها رؤية أرض الصومال كشريك ديمقراطي مستقر، وهو ما دفع بعض المشرعين الأمريكيِّين إلى اقتراح مشروع قانون “شراكة أرض الصومال” الهادف إلى تعزيز التعاون الثنائي، وشهدت مدينة هرجيسا زيارات لشخصيات نافذة مثل بيتر
ارسال الخبر الى: