استنجاد بأمريكا مع تلويح بالخيار الشعبي الأزمة تستعر بين صنعاء والرياض

شهدت العلاقات اليمنية-السعودية، يوم السبت، انتكاسة جديدة بعد سنوات من الهدوء.

وعادت الرياض للارتماء مجدداً في أحضان الحماية الأمريكية مع تلويح اليمن بخيارات تصعيدية.

وأفادت تقارير بريطانية بأن المملكة تدفع نحو إبرام اتفاق دفاعي جديد مع أمريكا، بينما سَرَّبت الأخيرة خلافات حول استحالة تزويد الرياض بطائرات شبحية تشترطها السعودية، وذلك حفاظاً على التفوق الإسرائيلي في المنطقة.

وكانت الولايات المتحدة قد أعادت نشر مقاتلات من نوع (F-16) برفقة طائرة تزويد بالوقود.

وأظهرت صور أقمار صناعية وصول سرب من هذه المقاتلات إلى قاعدة الأمير سلطان بالرياض، في خطوة فُسِّرت على أنها محاولة أمريكية لتهدئة السعودية التي تخشى عودة التصعيد مع اليمن.

وتأتي هذه التطورات في وقت بلغت فيه الأزمة مع اليمن ذروتها.

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تراشقاً وتهديدات برزت بتلويح النخب اليمنية بخيارات استراتيجية رداً على تحركات سعودية لتفجير الحرب داخلياً، من بينها استهداف منشآت حيوية.

وتتبنى السعودية منذ أيام حملة وُصفت بـ “المسعورة” ضد صنعاء، وذلك في محاولة – كما يراها الخبير أحمد المؤيد – لتهييج الشارع وافتعال الفتن داخلياً. وبالتوازي، تُلقي الرياض بكل ثقلها لإعادة توحيد فصائلها المتناحرة جنوب وشرق البلاد، ضمن مخطط لإغراق اليمن بحرب أهلية.

وجاء تصعيد السعودية عقب دعوة وجهتها صنعاء على لسان رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، تطالب بالانتقال من الهدنة إلى الاستقرار الدائم وتنفيذ استحقاقات السلام.

وتحاول السعودية استغلال هدنة غزة، التي ظل اليمن جزءاً من المواجهة فيها ضد الاحتلال الإسرائيلي، للتحريض ضد صنعاء، في الوقت الذي تواصل فيه الحصار والحرب بأوراق عدة.

ولم تُخفِ قيادات يمنية اللجوء لخيارات جديدة ضد السعودية. ومن بين تلك الخيارات، وفقاً لعضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي، بدء تسليح الشعب اليمني “بالوعي”، تمهيداً لمعركة تحرير كافة المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف جنوب وشرق البلاد.

وتُعد هذه التطورات جزءاً من مواجهة بدأتها السعودية في مارس من العام 2015 بحرب شعواء على اليمن، قبل أن يقلب اليمن الطاولة عسكرياً ويدفع الرياض كرهاً لاتفاق هدنة، بعد سنوات من المواجهة.

ورغم مرور سنوات