استقلال القرار السياسي ومواجهة قوى الهيمنة

45 مشاهدة

بعد قيام الثورة اليمنية، أدت التجاذبات السياسية والقطبية المتعددة إلى التأثير عليها وعلى الحراك الوطني والسياسي الداخلي والخارجي، فقد سعت قوى الهيمنة إلى تعزيز نفوذها سواء من خلال تدخلاتها المباشرة أو من خلال لعب دور الوسيط لحمايه المصالح والنفوذ . فالعمق الاستراتيجي والتاريخي لليمن لا يماثله أي عمق أو تاريخ، لأن اليمن أصل العرب وأنصار الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وجنود الدعوة الأوفياء الذين ناصروا الرسول ونشروا الدعوة في كل أنحاء وأرجاء الأرض. لقد رأت قوى الهيمنة أن التدخلات المباشرة في اليمن غير مرحب بها وأيضا لا يمكن الدخول في مواجهة مباشرة مع اليمن، فعملت على إنشاء كيانات تتوزع في كل الاتجاهات، لكنها في المحصلة تعمل لصالح تلك القوى وهو ما راكم المشاكل والصعوبات أمام الثورة وأثر على انطلاقتها وتحقيق أهدافها . دوامة الحروب والصراعات الداخلية، كانت هي الرهان وهكذا انشغل الجميع بالجميع تحت عناوين مختلفة تتوزع بين اليمين واليسار والوسط وخسر الوطن الكثير من الإمكانيات والوقت، حتى أن الوحدة التي كانت العنوان الأبرز، تأخر تحقيقها أكثر من ثلاثين عاما؛ فقد تحولت مهلة الثلاثة الأشهر بين قيادتي الشطرين للدخول في الوحدة إلى كارثة بعد اغتيال تلك الزعامات؛ حيث كان يتم القضاء على كل التوجهات الوحدوية وكل من يحملون ويحلمون بالوحدة كقدر ومصير وكل ذلك بسبب تخوفات قوى الهيمنة من نهوض اليمن واستعادته أدواره التاريخية لصالح دعم وإسناد قضايا الأمتين العربية والإسلامية. وحين تحققت الوحدة التي خالفت توقعات قوى الهيمنة الإقليمية والدولية نظر إليها البعض نظرة توجس وتخوف ورحب بها الآخرون وهنا انطلقت جهود أخرى لإفراغها من مضامينها والتحكم بها وصولا إلى جعل العودة إلى الانفصال أفضل من الوحدة . الاختلافات السياسية والتباينات التي لعبت عليها قوى الهيمنة الإقليمية والدولية، جعلت هذه القوى هي الخصم والحكم معا . الإمكانيات التي كان يجب تسخيرها لخدمة البناء والتنمية، تحولت إلى أداة لتعميق جذور الاختلافات بين فرقاء العمل السياسي والحزبي وتوالت الأزمات في كل الشؤون السياسية والحزبية والاقتصادية وغيرها وتم إفساح المجال

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة الثورة صنعاء لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح