كيف استقطبت روسيا يمنيين للقتال لصالحها في أوكرانيا

عندما غادر سعيد، الجندي في الجيش الوطني اليمني، مدينة مأرب ومنطقته العسكرية متوجها إلى روسيا، لم يكن يحمل سوى حقيبة صغيرة وأمل في حياة أفضل وراتب ضخم ومنتظم. لم يكن في نيته أن يصبح مقاتلاً في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، لكنه وجد نفسه في الخطوط الأمامية للقتال في أوكرانيا، مرتديا زي الجيش الروسي، يقاتل لأجل دولة لم تطأ قدماه أرضها إلا قبل أسابيع قليلة من وصوله إليها.
سعيد لم يكن وحده. فقد شهدت الفترة الماضية تدفق العشرات، وربما المئات، من اليمنيين نحو ساحات القتال الروسية، من بينهم جنود ومهندسون متخصصون ينتمون للجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية المعترف بها التي من المفترض أنها في حالة حرب مع الحوثيون منذ العام 2015، بعضهم وقع ضحية وعود مالية مغرية، وآخرون انساقوا وراء وعود بوظائف ومستقبل مستقر، بدلا من العيش والعمل في بلد أنهكته الحرب، حيث لا رواتب منتظمة ولا أفق واضحا، ليكون عرض القتال في صفوف الجيش الروسي خيارا لا يمكن رفضه بالنسبة للبعض.
لكن كيف بدأ هذا التجنيد؟ من يقف وراءه؟ وما مدى قانونيته؟
في هذا التحقيق، نبحث في خيوط شبكة التجنيد التي سهلت انتقال جنود يمنيين من ساحات الحرب في اليمن إلى معارك الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت بعد سبع سنوات من الحرب اليمنية، ونكشف في هذا التحقيق -الذي استمر العمل عليه لأشهر- عن دور الوسطاء.

في هذا التحقيق، انطلقنا من زاوية جديدة تختلف عن تلك التي تناولتها التحقيقات والتقارير السابقة بشأن استقطاب يمنيين للقتال في روسيا، حيث ركزنا على استهداف فئة الجنود السابقين بشكل خاص باعتبارهم هدفًا مفضلا للسماسرة نظرا لتوفر الخبرة العسكرية لديهم، مما يجعلهم مؤهلين للانضمام إلى الجبهات دون الحاجة لتدريب مكثف.
واستندنا في تحقيقنا إلى تسجيلات صوتية وشهادات حصرية توثق مراحل التجنيد وخطوات السفر، بدءًا من الحصول على الموافقة وحتى الوصول إلى روسيا عبر محطات وسيطة، التي سلكها هؤلاء الجنود وصولاً إلى ساحة القتال البعيدة مدفوعين
ارسال الخبر الى: