استقطاب مصري لأوغندا لمحاولة احتواء تداعيات اتفاقية عنتيبي

٣٨ مشاهدة
تسعى مصر بخطوات دبلوماسية حثيثة لتعزيز مصالحها المائية في حوض النيل مع دخول اتفاقية عنتيبي حيز النفاذ وما يترتب عليها من تحديات تهدد الأمن المائي للبلاد بما في ذلك مع أوغندا مع العلم أن اتفاقية عنتيبي المعروفة رسميا باسم الاتفاق الإطاري التعاوني لدول حوض النيل تم توقيعها عام 2010 في مدينة عنتيبي الأوغندية من قبل عدد من دول حوض النيل وتهدف الاتفاقية إلى إعادة تنظيم الاستفادة من مياه النيل بين دول الحوض مع التركيز على تحقيق العدالة والتنمية المستدامة ومع ذلك أثارت اتفاقية عنتيبي جدلا واسعا نظرا لتعارضها مع الاتفاقيات التاريخية التي تكفل لمصر والسودان الحصة الأكبر من مياه النيل وتشمل الدول الموقعة على اتفاقية عنتيبي إثيوبيا وأوغندا ورواندا وكينيا وتنزانيا وبوروندي وجنوب السودان وقعت وصادقت عليها لاحقا في العام 2023 وتعد هذه الدول ضمن ما يعرف بدول المنبع التي تسعى لتعديل بنود الاتفاقيات السابقة لصالحها بينما لم توقع كل من مصر والسودان باعتبارهما دولتي المصب على الاتفاقية نجلاء مرعي مصر تسعى للتوصل إلى اتفاق يحفظ حقوقها المائية أبرز بنود اتفاقية عنتيبي وأبرز بنود اتفاقية عنتيبي هي إلغاء الحصص التاريخية المحددة في اتفاقيتي 1929 و1959 اللتين تمنحان مصر والسودان 55 5 مليار متر مكعب و18 5 مليار متر مكعب من المياه سنويا على التوالي وإقرار مبدأ الاستخدام العادل والمنصف لمياه النيل وإعطاء الأولوية لمشروعات التنمية المائية في دول المنبع مثل توليد الطاقة والزراعة دون الالتزام بموافقة مسبقة من دول المصب ورغم توقيع اتفاقية عنتيبي في العام 2010 فقد تأخر دخولها حيز التطبيق لأكثر من عقد بسبب عدم مصادقة عدد كاف من الدول عليها حيث يتطلب تفعيلها مصادقة غالبية دول الحوض ومع انضمام جنوب السودان إلى الاتفاقية في يوليو تموز 2023 تم استيفاء العدد اللازم ما أتاح للاتفاقية أن تدخل حيز النفاذ رسميا وفي إطار التحركات المصرية شهدت القاهرة توقيع وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي ونظيره الأوغندي هنري أوكيلو على إعلان مشترك يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي والدولي وأكد الإعلان على أهمية تعزيز المشاورات المنتظمة بين البلدين وتوسيع التعاون في مجالات بناء السلام ومكافحة الإرهاب وإدارة الموارد المائية واتفق الطرفان على التشاور بشأن قضايا مياه النيل بما يضمن تحقيق المنفعة المتبادلة والتعاون المستدام وفقا للقانون الدولي وأفضل الممارسات وتأتي هذه المساعي في وقت تواجه فيه مصر تحديات متزايدة بسبب الموقف الإثيوبي المتصلب تجاه سد النهضة وهو ما يدفع القاهرة إلى توثيق تعاونها مع دول الحوض خاصة تلك التي لم تصادق بعد على اتفاقية عنتيبي وضمن الجهود المصرية لتطويق تداعيات اتفاقية عنتيبي واكتمال بناء سد النهضة الإثيوبي أجرى عبد العاطي اتصالا هاتفيا أول من أمس الخميس مع كايا كالاس الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي هنأها فيه بتولي منصبها الجديد وخلال الاتصال شدد عبد العاطي على أهمية الأمن المائي باعتباره قضية وجودية بالنسبة لمصر داعيا إلى دعم الموقف المصري في ملف سد النهضة بما يضمن حقوق مصر التاريخية في مياه النيل وفي السياق ذاته ناقش عبد العاطي مع وزير خارجية إريتريا عثمان صالح عددا من القضايا الإقليمية مشيرين إلى أن تعزيز الاستقرار الإقليمي يظل عاملا رئيسيا في مواجهة التحديات المشتركة من خلال تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية فضلا عن تبادل الخبرات في إدارة الموارد المائية وبحسب مصادر مصرية فإن التحركات المصرية الأخيرة تبعث رسائل واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن قضية الأمن المائي ليست مسألة ترف سياسي بل قضية وجودية لا تقبل المساومة حيث تؤكد مصر أنها ستواصل العمل عبر القنوات الدبلوماسية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة بما يضمن تحقيق مصالحها الوطنية وحماية حقوقها التاريخية في مياه النيل كما تمثل هذه الجهود جزءا من استراتيجية مصرية أوسع لتعزيز التعاون مع دول حوض النيل ودول القرن الأفريقي وبينما تواصل القاهرة محاولاتها للوصول إلى توافق دولي بشأن إدارة مياه النيل يبقى النجاح مرهونا بقدرتها على بناء تحالفات قوية وتحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والمصالح الأفريقية المشتركة محاولة تحقيق توازن استراتيجي وفي السياق قالت الخبيرة المصرية في الشؤون الأفريقية نجلاء مرعي لـالعربي الجديد إن الاتفاق المصري الأوغندي الأخير يأتي ضمن إطار تحركات مصر الاستراتيجية في منطقة القرن الأفريقي وحوض النيل وأكدت أن كل التحركات المصرية أخيرا تهدف إلى تحقيق توازن استراتيجي لمواجهة محاولات الهيمنة الإقليمية أو الخارجية خاصة تلك التي تسعى للسيطرة على منابع النيل ومداخل البحر الأحمر وخليج عدن وأضافت في ما يتعلق بأوغندا وهي إحدى دول حوض النيل الموقعة على اتفاقية عنتيبي فإن هذا التحرك يشير إلى رغبة مصر في الضغط على أديس أبابا للعودة إلى طاولة المفاوضات ضمن موازين قوى جديدة تراعي مصالح مصر والسودان في ملف سد النهضة هاشم علي التفاوض هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن المائي الذي ترجوه جميع دول الحوض وأوضحت مرعي أن مصر أبرمت أخيرا عدة اتفاقيات أمنية وسياسية مع دول أفريقية أبرزها إرسال معدات عسكرية إلى الصومال في أغسطس آب 2024 إضافة إلى القمة الثلاثية بين مصر وإريتريا والصومال في أكتوبر تشرين الأول 2024 كما أكدت على أهمية التعاون العسكري والتبادل الأمني مع إريتريا وسلطت الضوء على دور مصر في الحفاظ على وحدة الصومال واستقرار المنطقة بالتنسيق مع جيبوتي ومؤسسات دينية مثل الأزهر الشريف وأشارت مرعي إلى تدشين خطوط طيران مباشر بين مصر والصومال وجيبوتي في يوليو الماضي بهدف تعزيز الترابط والتعاون بين دول المنطقة وتطرقت مرعي إلى أهمية التحالفات التي تسعى مصر لبنائها مع دول نهرية مثل أوغندا باعتبارها خطوة استراتيجية للحفاظ على حصة مصر الكاملة من مياه النيل وفقا لاتفاقية 1959 وقالت مصر تسعى للتوصل إلى اتفاق يحفظ حقوقها المائية وينهي التنافس الاستراتيجي بينها وبين إثيوبيا في منطقة حوض النيل والقرن الأفريقي في مقابل ذلك قال الخبير في الشؤون الأفريقية هاشم علي لـالعربي الجديد إن انشغال مصر عن القضايا الأفريقية خلال العقدين الماضيين انعكس سلبا على مصالحها المائية خاصة في قضية مياه النيل حيث تأثرت مكانتها بعد مصادقة غالبية دول حوض النيل على اتفاقية عنتيبي الإطارية وأوضح أن هذه الاتفاقية تهدف إلى إلغاء الاتفاقيات التاريخية لمياه النيل 1929 و1959 التي تضمن لمصر والسودان حصصا مائية تبلغ 55 5 مليار متر مكعب و18 5 مليار متر مكعب على التوالي وأكد هاشم علي أن حل أزمة مياه النيل لا يتحقق إلا من خلال التوافق التام بين جميع الدول المعنية وأضاف التفاوض هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن المائي الذي ترجوه جميع دول الحوض وتوقع أن تشجع أوغندا بحكم مكانتها دول الحوض على تعزيز خيار التفاوض خلال المرحلة المقبلة لتحقيق توافق شامل من ناحيته قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني محمد خليفة لـالعربي الجديد إن مصر تتبنى سياسة التوجه جنوبا لمعالجة القضايا المزمنة المرتبطة بعلاقاتها الأفريقية وأوضح أن خطوة التقارب مع أوغندا تأتي ضمن هذه الاستراتيجية مشيرا إلى أن الإعلان المشترك بين البلدين يحمل أهمية استراتيجية لا سيما أن أوغندا هي الدولة التي تحمل اتفاقية عنتيبي اسم عاصمتها القديمة ما يجعلها لاعبا محوريا في حوض النيل وأكد خليفة أن التفاهمات الثنائية بين مصر وأوغندا قد تمثل مدخلا لتحقيق تفاهمات أكبر على مستوى القارة خاصة أن دبلوماسية القمة في أفريقيا تعتبر وسيلة فعالة لفتح أبواب مغلقة وحل المشكلات العالقة وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحركا مصريا أوسع نطاقا في دول حوض النيل الجنوبي مشيرا إلى إمكانية أن تكون جنوب السودان المحطة المقبلة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح