استعداد حوثي للتضحية بالتهدئة مع الولايات المتحدة في سبيل تخفيف الضغط عن إيران

أظهرت جماعة الحوثي استعدادها للتضحية بالتهدئة مع الولايات المتّحدة وتصعيد المواجهة مع إسرائيل، وذلك في نطاق قيامها بالردّ نيابة عن إيران على الضربات التي تعرّضت لها على يد الدولتين، لتكون الجماعة بذلك الذراع الإيرانية الأنشط والأكثر تعويلا عليها من قبل طهران لمشاغلة أعدائها وتخفيف عبء الصراع عنها قياسا بحزب الله اللبناني المتضرّر كثيرا من الضربات الشديدة التي تلقاها من الدولة العبرية، وبالفصائل الشيعية العراقية المسلحة المقيدة بسياسة النأي بالنفس التي تحاول الحكومة العراقية تطبيقها وأيضا بمخاوف تلك الفصائل من ردود أميركية – إسرائيلية مدمّرة لها، وكذلك بمصالح تشترك فيها الفصائل نفسها مع حليفتها إيران متمثلة في الحفاظ على العراق متنفسا اقتصاديا لها ومهربا من العقوبات الأميركية ومصدرا للعملة الصعبة لاسيما عملة الدولار التي تتولى قوى عراقية تسريب مبالغ كبيرة منها إلى الجمهورية الإسلامية باستخدام طرق وأساليب ملتوية ومعقّدة.
وعلى إثر انضمام الولايات المتحدة إلى حليفتها إسرائيل في ضرب المنشآت النووية الإيرانية وجّه الحوثيون تهديدات صريحة لواشنطن وتل أبيب غير مبالين بالخطر الكبير الذي تواجهه الجماعة ومن ورائها اليمن ككل في حال كسرت إدارة الرئيس دونالد ترامب التهدئة التي أعلنتها معها أوائل شهر مايو الماضي وأمرت القوات الأميركية باستئناف ضرباتها لمواقع ومنشآت يستخدمها الحوثيون بالتوازي هذه المرّة مع ضربات محتملة من قبل إسرائيل التي لم تفرّق خلال ضربات سابقة بين منشآت عسكرية ومرافق مدنية مثل موانئ غرب اليمن ومطار صنعاء الدولي.
وينطوي الزج باليمن في مثل ذلك الصراع المدمّر وغير المتكافئ على مصلحة لإيران تستحقّ “التضحية” به، ذلك أنّ موقعه الجغرافي يجعل منه ورقة ضغط فعّالة على بلدان المنطقة، وخصوصا بلدان الخليج، المهتمة كثيرا بالاستقرار والتي تجتمع لديها مروحة واسعة من المصالح الاقتصادية الدولية لاسيما في مجال الطاقة.
كما أنّ مضيق باب المندب الحيوي ومن ورائه البحر الأحمر يمكن أن يستخدما بالتوازي مع مضيق هرمز في خنق الملاحة البحرية والتجارة الدولية في المنطقة في حال لجأت إيران بالفعل إلى تنفيذ تهديداتها بغلق المضيق الأخير.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس
ارسال الخبر الى: