كيف استعد مصنعو السيارات الكهربائية في الصين للتعريفات الأوروبية

٣٥ مشاهدة
لم يفاجأ مصنعو السيارات الكهربائية في الصين الذين تزايدت سطوتهم مؤخرا على السوق سريعة النمو والتطور بالتعريفات الجمركية المرتفعة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على منتجات بلادهم والتي ضربت واحدة من أسواقهم الواعدة التي كانوا يسعون لاقتناص أكبر قضمة من كعكتها وفي تقرير حديث نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن بعض منتجي السيارات الكهربائية في الصين شرعوا قبل فترة في بناء مصانع في القارة الأوروبية بينما أقام آخرون مشاريع مشتركة مع شركات في الاتحاد الأوروبي ولا يزال آخرون يتطلعون إلى التصدير إلى أوروبا من بلدان وسيطة مثل تايلاند لتجنب دفع التعريفات بينما تخلى البعض عن أوروبا تماما وتوجهوا بمنتجاتهم نحو أسواق أخرى كانت فرص التنافس فيها أسهل كثيرا وقال الاتحاد الأوروبي أواخر العام الماضي إنه سيبدأ تحقيقا فيما إذا كانت الإعانات الحكومية التي قدمتها بكين قد منحت صانعي السيارات الكهربائية في الصين ميزة غير عادلة ويوم الأربعاء أبلغ الاتحاد شركات صناعة السيارات أن واردات السيارات الكهربائية يمكن أن تخضع لرسوم جمركية إضافية تصل إلى 38 بالإضافة إلى الضريبة الحالية البالغة 10 على أن يبدأ فرض التعريفات الجديدة مطلع الشهر القادم عرقلة خطط بشأن السيارات الكهربائية في الصين ورغم أن فرض التعريفات كان متوقعا منذ فترة طويلة جاء إعلان الاتحاد الأوروبي ليعرقل خطط العديد من مصنعي السيارات الكهربائية في الصين الذين كانوا يأملون في استغلال نجاحهم في الداخل في تحقيق الهيمنة العالمية وبعد سنوات من الاستفادة من الدعم الحكومي في تعزيز سلسلة توريد السيارات الكهربائية الأكثر تطورا في العالم كان العديد من اللاعبين الصينيين يطمحون في أن يصبحوا مثل شركتي تسلا أو تويوتا الرائدتين وكان تأمين موطئ قدم في الأسواق المتقدمة مثل أوروبا وأميركا الشمالية أمرا لا غنى عنه لهذه الخطط والآن يعيد الكثيرون النظر في خريطة الطريق تلك خاصة بعد إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي عن خططه لرفع الرسوم الجمركية على المركبات الكهربائية الصينية إلى 100 قبل أن يصبح دخول السوق الأوروبية أكثر صعوبة مع فرض التعريفات الجديدة وقبل وقت طويل قام العديد من كبار مصنعي السيارات الكهربائية في الصين بما في ذلك شركة BYD المدعومة من وارن بافيت وشركة NIO المدرجة في الولايات المتحدة بضخ ملايين الدولارات من الاستثمارات في أوروبا ليتمكنوا من بيع سياراتهم بسعر أعلى مما يمكنهم البيع به في وطنهم وكان ذلك أمر بالغ الأهمية مع تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية داخل الصين بسبب الإلغاء التدريجي لدعم شراء السيارات الكهربائية على مستوى البلاد وتباطؤ الاقتصاد الصيني الأوسع وكل ذلك أدى إلى تهدئة حماس المستهلكين الصينيين للسلع باهظة الثمن بما فيها السيارات الكهربائية وأشعل حرب أسعار وحشية وسخر هي يادونغ المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية من خطوة الاتحاد الأوروبي ووصفها بأنها حمائية صارخة قائلا يوم الخميس إنها ربما تنتهك أيضا قواعد منظمة التجارة العالمية وكان دينغ ويشون وهو مسؤول آخر في الوزارة قد اعترف باستخدام الإعانات خلال مؤتمر صحافي في اليوم السابق لكنه وصفها بأنها أمر شائع ومتوافق مع القانون الدولي ورفض التحقيق الأوروبي ووصفه بأنه خدعة جديدة لفرض المعايير المزدوجة والحماية التجارية وقالت وول ستريت جورنال إن قرار أوروبا بشأن التعريفات الجمركية يوم الأربعاء يبرر قرارات صانعي السيارات الكهربائية الصينيين مثل BYD وChery وLeapmotor لتعزيز التصنيع في أوروبا لتجنب تحمل المشترين في أوروبا للتعريفات الجمركية وبالنسبة لشركات أخرى مثل شركة غريت وول موتور التي لم تحقق نجاحات كبيرة في القارة فإن احتمال زيادة التعريفات الجمركية أدى إلى تراجعها تكتيكيا وقالت الشركة التي لديها مشروع مشترك في الصين مع شركة بي إم دبليو الشهر الماضي إنها ستغلق مقرها الأوروبي في ألمانيا بعد ثلاث سنوات من افتتاحه وأصبحت سوق السيارات الكهربائية في أوروبا صعبة بشكل متزايد أمام شركة غريت وول موتور بسبب ما وصفته بـالعديد من الشكوك في المستقبل ما دفعها لإعلان التزامها بدعم موزعيها وعملائها الحاليين في القارة العجوز مع تحويل تركيزها إلى استكشاف أسواق جديدة وفي حين أن الإجراءات الأوروبية تؤدي إلى تعقيد وربما إلغاء خطط بعض مصنعي السيارات الكهربائية الصينية على المدى القصير يقول المحللون إن التعريفات الجمركية من المرجح أن تؤدي فقط إلى إبطاء مبيعاتها بشكل مؤقت مؤكدين أنها لن تعرقل مسارها على المدى الطويل خاصة في بلدان لا يوجد فيها لاعبون محليون أقوياء ويقول ييتشاو تشانغ مستشار السيارات في شركة AlixPartners ومقره هونغ كونغ هذا ليس حدثا مفاجئا ولذلك فإن الاتجاه العام لشركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية في عصر السيارات الجديد لا يزال دون تغيير وقال تشانغ لصحيفة وول ستريت جورنال إن صانعي السيارات الكهربائية الصينيين من الدرجة الأولى مثل BYD سيستمرون في البقاء في أوروبا مرجعا ذلك جزئيا إلى الاستثمارات الكبيرة التي قاموا بها بالفعل هناك وأضاف أن واحدة أو اثنتين ستنمو في نهاية المطاف لتصبح علامات تجارية عالمية تقوم بالتصنيع في نفس البلدان التي تبيع فيها تماما كما تفعل الشركات العملاقة الحالية وكانت شركة BYD التي تدير مصانع الحافلات الكهربائية منذ فترة طويلة في الولايات المتحدة وأوروبا من بين أوائل الشركات التي أعلنت عن خطط لبناء مصنع في أوروبا لتصنيع سيارات الركاب الكهربائية وبدأت الشركة في استكشاف الخيارات في أوائل العام الماضي وأعلنت في ديسمبر كانون الأول عن افتتاح أول مصنع للسيارات الكهربائية للركاب في أوروبا في المجر وحظيت الشركة الصينية بترحيب حار في الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية حيث تدير شركة BYD بالفعل مصنعا يقوم بتزويد الدول الأوروبية بالحافلات الكهربائية منذ عام 2017 وبموجب الخطوة الجديدة للاتحاد الأوروبي من المقرر أن تواجه سيارات BYD ما يقرب من 17 من الرسوم الجمركية الإضافية ومع ذلك فإن سيارة Atto 3 SUV التي يبلغ سعرها حاليا حوالي 41000 دولار في وكيل في ألمانيا ستظل أرخص بنسبة 4 تقريبا من سيارة ID 4 Pro المماثلة من فولكس فاغن بعد بدء تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة ويقول المحللون إن شركة BYD يمكنها أيضا تقديم المزيد من السيارات الكهربائية الهجينة وهي فئة أخرى يمكن التفوق في إنتاجها في أوروبا ولا تخضع للتعريفات الإضافية أما شركتا Leapmotor وChery الصينيتان اللتان أحجمتا عن بيع السيارات في أوروبا فتمضيان حاليا قدما بمساعدة الشركاء المحليين حيث أبرمت شركة Leapmotor المدرجة في بورصة هونغ كونغ وهي شركة ناشئة تبيع سيارات كهربائية منخفضة السعر شراكة مع الشركة الأم لشركة كرايسلر Stellantis ومقرها في هولندا وقالت الشركتان الشهر الماضي إن مشروعها المشترك الذي تم إنشاؤه حديثا سيبدأ البيع في تسع دول أوروبية بحلول سبتمبر أيلول وقال المسؤول التنفيذي إن الصفقة تمت هيكلتها بحيث تمتلك Stellantis حصة قدرها 51 في محاولة للاعتراف بالمشروع المشترك ككيان أوروبي وانضمت شركة شيري ومقرها مقاطعة آنهوي شرقي الصين إلى شريك إسباني Ebro EV Motors لتجميع السيارات في برشلونة ولم تتمكن العلامة التجارية من بيع أي سيارات كهربائية في الاتحاد الأوروبي العام الماضي لكنها حققت مبيعات متزايدة في أسواق أخرى شملت المكسيك وأستراليا وتقوم شركة MG أيضا بتصنيع السيارات الكهربائية في تايلاند والتي تبرز كمركز تصنيع خارجي رئيسي لشركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية ما يمكنها من تجاوز التعريفات الجمركية عند البيع في أوروبا

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح