هل أنتم مع استعادة الدولة أم مع بقاء الجنوب حديقة خلفية لصنعاء احسموا أمركم

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
في كل محطة مفصلية من تاريخ الشعوب، تبرز لحظة الحقيقة، ويُطرح السؤال الذي لا يقبل المناورة:
أين تقفون؟
ومع من؟
اليوم، وبعد سنوات من النضال، والدم، والانكسارات والانتصارات، لم يعد مقبولًا أن يقف البعض في المنطقة الرمادية، يتحدثون باسم الجنوب في النهار، ويُصافحون صنّاع الاحتلال في الليل… لم يعد مقبولًا أن تستمر بعض المكونات الجنوبية أو النخب السياسية في لعب دور “الحياد النافع”، وكأن الجنوب مجرد ممر، أو سوق سياسية مفتوحة لكل الطامعين.
الجنوب ليس ملكًا لصنعاء… ولا ملحقًا في دفتر أحد:
من يرفض الاعتراف بحق شعب الجنوب في استعادة دولته، ويصرّ على التعامل معه كـ”حديقة خلفية” للقرار الشمالي، فهو لا يختلف كثيرًا عن أولئك الذين غزوا الجنوب في1994م وأعادوا احتلاله في 2015م… الفارق الوحيد هو أن هؤلاء يرتدون اليوم لباس الشراكة، ويتحدثون عن “المرجعيات”، بينما يعملون بكل دهاء على تقويض أي مسعى لبناء دولة جنوبية مستقلة.
فليقلها كل واحد من هؤلاء بصوت واضح:
هل أنتم مع دولة جنوبية حرة ذات سيادة؟
أم مع بقاء الجنوب في حضن صنعاء تحت شعارات الوحدة المتهالكة؟
لا نريد شعارات مبطنة ولا خطابات ضبابية… نريد مواقف.
المجلس الانتقالي ليس المشكلة… بل هو النقيض الوحيد للمشكلة:
يتهمون المجلس الانتقالي بالإقصاء، والتفرد، والهيمنة… لكنهم لا يطرحون بديلاً سوى العودة إلى حكم صنعاء، أو فتح الأبواب لشرعيات الفشل والإرتهان… في الحقيقة، المجلس الانتقالي ليس المشكلة كما يزعم خصومه، بل هو العقبة الأخيرة في وجه مشاريع الهيمنة، و”كابوس” حقيقي لأولئك الذين يريدون الجنوب بلا هوية، وبلا قرار.
بعض الجنوبيين “بالاسم” لا بالموقف:
من المؤسف أن بعض المنتسبين للجنوب يكتفون بالهوية الجغرافية، دون أن يتبنوا موقفًا وطنيًا حقيقيًا… هؤلاء يرفضون مشروع الاستقلال، يشككون في جدوى الدولة الجنوبية، ويصطفون سياسيًا مع القوى التي نهبت الجنوب وقمعت شعبه لعقود… إلى هؤلاء نقول: لا بأس أن تختلفوا مع الانتقالي، لكن اختلافكم لا يبرر أن تكونوا مطيّة لمشاريع لا تعترف أصلاً بوجود الجنوب كقضية.
الخاتمة:
احسموا أمركم… فمرحلة
ارسال الخبر الى: