استعادة إنزو ماري التصميم ضد احتكار السوق

٢٩ مشاهدة
على مدار ستة عقود سعى الفنان الإيطالي إنزو ماري 1932 2020 إلى توفير حلول ذكية ومدروسة لتحسين حياة العمال والطبقات الكادحة من خلال تصميم الأثاث والأدوات المنزلية والألعاب التي يسهل اقتناؤها وهو ما يضيئه معرضه الاستعادي الذي افتتح نهاية آذار مارس الماضي في متحف التصميم بلندن ويتواصل حتى الثامن من أيلول سبتمبر المقبل يستكشف المعرض تجربة ماري الذي يطلق عليه لقب ضمير عالم التصميم من خلال عرض أكثر من ثلاثمئة قطعة مختارة من مجموعته الضخمة التي تضم ألفي عمل وتتنوع بين الديكور وأثاث المنزل والكتب المصورة والمصابيح والمزهريات بالإضافة إلى رسوماته المختلفة في جميع النماذج التي صممها الفنان تظهر روح تحدي النزعة الاستهلاكية وتخريب المنظومة السائدة التي تعتمد على جماليات الشكل أكثر من الاهتمام بوظيفة المنتج الأساسية إضافة إلى أسئلة حرجة حول علاقة الإنسان بالتصميم طرحها الفنان مقترحا تصميمات لمعظم الأشياء التي يحتاجها عامة الناس شرط أن تكون سهلة التنفيذ وتعتمد على مفهوم التصميم الذاتي بحسب ما يوضح المنظمون والتصميم الذاتي أوتوبروغتازيون هو عنوان كتابه الذي صدرت طبعته الأولى سنة 1974 واحتوى تنظيراته ومخططاته التي رأى فيها كثير من النقاد دليلا تعليميا يدمج توجهاته الماركسية برؤيته للفنون المعاصرة ووضع تصميماته إلى جانب كامل التفاصيل التطبيقية العملية لإنشاء الكراسي والطاولات وخزانات الملابس ورفوف الكتب وأسرة النوم باستخدام الأخشاب والمواد المنتشرة بأقل التكاليف والتي تعبر عن نظرة مغايرة تتناسب مع ثقافة المجتمعات الأصلية قبل أن ترتبط الصناعة بالرأسمالية وأعلن المصمم الإيطالي وقت صدور الكتاب أنه سيرسله إلى أي شخص يكتب إليه مقابل تكلفة البريد فقط حتى يتسنى للجميع صنع أثاثهم وأشياء كثيرة يحتاجونها في حياتهم اليومية بألواح بسيطة من الخشب ومطرقة ومسامير يسلط المعرض الضوء على سيرة إنزو ماري الذي ترك المدرسة بسبب مرض والده ليعمل في مهن عديدة مثل عامل بناء ورسام لافتات وبائع صابون وعتال حتى تمكن من الالتحاق بـأكاديمية بريرا للفنون الجميلة في ميلانو وانتقل من الرسم إلى النحت إلى تصميم المسرح وكان رافضا قواعد السوق التي حكمت عالم الفن منذ أيام الدراسة وعبر عن ذلك بقوله لقد طرحت الكثير من الأسئلة ولم أكن سعيدا أبدا بالإجابات تعكس أعمال المعرض جوهر رؤية ماري التي تطورت بشكل كبير في بداية الثمانينيات ومفادها أن عسر التصميم بمفاهيمه الكلاسيكية قد انتهى بانتفاء قدرته على التعبير عن طبيعة الحياة اليومية المعاصرة ما يستدعي الاحتجاج على خضوع الفرد لمنطق الشركات التجارية التي تهدف إلى تحقيق الربح في تجاهل تام لثقافات الجماعات والذائقة الشخصية لأفرادها

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح