استخدام التكنولوجيا المتنقلة في إنهاء مجاعة غزة
أمام مؤسسات المجتمع الدولي والمؤسسات الخيرية فرصة ضيقة لإغاثة الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، وعلاج المجاعة التي فرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي على السكان المدنيين في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ومن المسلم به في الحروب التقليدية، أن الأطفال دون سن خمس سنوات، والأيتام، والنساء الحوامل والمرضعات، والأسر التي تعولها نساء، واللاجئين والنازحين داخلياً، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة، هم أكثر فئات المجتمع عرضة لانعدام الأمن الغذائي.
ولكن في قطاع غزة، استهدف الجيش الإسرائيلي بالتجويع كل فئات المجتمع بلا استثناء لكبير أو صغير أو رجل أو امرأة. وفي 22 أغسطس/ آب الماضي، صنفت المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المجاعة في قطاع غزة ضمن المرحلة الخامسة، وهي أعلى درجات التصنيف وأخطرها، وتتمثل في الحرمان الشديد من الغذاء، وانتشار المجاعة على نطاق واسع بين كل فئات المجتمع، وسوء التغذية الحاد، وتسجيل حالات الموت.
تكافل اقتصادي فريد
أظهر سكان قطاع غزة صموداً اجتماعياً وتكافلاً اقتصادياً خلال فترة المجاعة التي فرضها عليهم الجيش الصهيوني وصلت إلى المرحلة الخامسة منها. ورغم أن كثيراً من السكان في قطاع غزة كانوا يسقطون في الشوارع من الجوع، ويمر عليهم اليوم واليومان بلا طعام، وتناول بعضهم علف الحيوانات وأوراق الشجر وأعشاب الأرض، وسجلت وزارة الصحة في القطاع استشهاد 460 فلسطينياً، من بينهم 154 طفلاً، منذ إعلان المرحلة الخامسة من المجاعة قبل خمسين يوماً، نتيجة التجويع وسوء التغذية الناتجة عن نقص الغذاء، لكن المجتمع أظهر تكافلاً اجتماعياً فريداً، وانتشرت تكايا الطعام المجاني وعربات المياه وفصول الدراسة والدعم النفسي في مخيمات النزوح، ولم ينزلق المجتمع إلى سلوكات اجتماعية واقتصادية شاذة في سبيل الحصول على الطعام.
وعلى عكس غزة، سجل فريق الخبراء رفيع المستوى المعني بالأمن الغذائي والتغذية التابع لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، سلوكات اجتماعية وظواهر اقتصادية للسكان الذين وقعوا ضحية للتجويع في مناطق قتال أقل حدة مما يحدث في قطاع غزة، منها تجنيد الأطفال في القتال، والجنس التجاري مقابل الطعام، والطلاق والتفكك الأسري وتشريد الأطفال وانخراطهم
ارسال الخبر الى: