ازدهار التجارة الإلكترونية يسهم في انتشار الأدوية المزورة تهديد عالمي للصحة العامة

في ظل النمو السريع للتجارة الإلكترونية وانتشار المواقع الإلكترونية غير الخاضعة للرقابة، ظهر تحدي صحي واقتصادي كبير يتمثل في انتشار سوق الأدوية المزورة. هذه الظاهرة باتت تهدد حياة الملايين حول العالم، مع وجود صعوبة في مراقبتها بسبب تنامي الشراء عبر الإنترنت من مصادر غير رسمية.
ما هي الأدوية المزورة ولماذا تشكل خطراً؟
بحسب منظمة الصحة العالمية، تُعرف الأدوية المزورة بأنها تلك التي تُزيف هويتها، تركيبها، أو مصدرها بشكل متعمد. قد تحتوي على جرعات غير صحيحة من المادة الفعالة، أو مواد غير صالحة، أو قد تخلو تمامًا من أي مكون فعّال.
وفي بعض الحالات، تُعاد تعبئة أدوية منتهية الصلاحية أو تُباع عبر قنوات غير قانونية، ما يجعلها أدوية غير آمنة وغير معتمدة.
وفقًا لمنظمة الإنتربول، يعتبر الاتجار بالأدوية المزورة من أكثر الأعمال غير القانونية ربحية، تفوق تجارة المخدرات بسبب الطلب المتزايد وسهولة النقل عبر الإنترنت.
في عملية بانجيا 17 التي استمرت من ديسمبر 2024 حتى مايو 2025، تم ضبط أكثر من 50 مليون جرعة مزورة في 90 دولة، مع توقيف نحو 800 شخص.
تشمل قائمة الأدوية المزورة بشكل رئيسي علاجات ضعف الانتصاب مثل الفياغرا، بالإضافة إلى الأدوية الخاصة بمرضى السرطان، الأمراض المزمنة، مضادات القلق، وأدوية اضطرابات التمثيل الغذائي كالسكري والسمنة.
لاسيما أن الأدوية المعالجة للسكري والسمنة مثل أوزمبيك وويغوفي شهدت زيادة في التزوير منذ عام 2023، مع تزايد الطلب عليها عالميًا.
يرى الخبراء أن ثقافة التطبيب الذاتي والتشخيص دون استشارة طبية تلعب دورًا رئيسيًا في زيادة الطلب على الأدوية عبر الإنترنت، خاصة في البلدان التي يصعب فيها الحصول على الاستشارات الطبية بسهولة، مما يفتح الباب أمام بيع الأدوية المزورة.
تظل ظاهرة الأدوية المزورة من أكبر التحديات الصحية في العصر الحديث، وتتطلب جهودًا مشتركة بين الحكومات، الجهات الصحية، وصناعة الأدوية للحد من هذه الآفة، وحماية صحة المواطنين من مخاطرها.
ارسال الخبر الى: