ارتفاع كبير في شكاوى تغطية حرب غزة لدى مجلس الصحافة الألماني
شهد المجلس الألماني للصحافة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الشكاوى المرتبطة بتغطية وسائل الإعلام للحرب على غزة. وأفاد المجلس لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بأنّه تلقّى حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي 399 شكوى خلال العام الجاري، أي أكثر بكثير من عدد الشكاوى المسجّلة في العام السابق، والتي بلغت 110 شكاوى، مقابل 126 شكوى في العام الذي سبقه.
وأوضح المدير التنفيذي لمجلس الصحافة رومان بورتاك، في تصريحاتٍ للوكالة، أنّ الشكاوى تركزت في الأيام الأولى التي أعقبت هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، على المواد المصوّرة التي انتشرت بكثافةٍ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يُحتمل أنّها انتهكت حقوق الضحايا الشخصية. وأضاف: يجب على الصحافة أن تحذر من أن تُستغَلّ عند استخدام موادٍّ مصوّرةٍ مصدرها الجناة أنفسهم.
وأشار المجلس إلى أنّ محوراً آخر من الشكاوى كان متعلّقاً بالتغطية الإعلامية للمظاهرات المؤيّدة للفلسطينيين، إذ وُجِّهت انتقادات لبعض التقارير بسبب وصفها هذه الاحتجاجات بأنّها تظاهراتٌ لكارهي إسرائيل. وعلّق بورتاك قائلاً: الأمر يتعلّق هنا في المقام الأول بتقييمٍ تحريريّ، أي تعبيرٍ عن رأي. هناك هامشٌ واسعٌ من التقدير في هذا الشأن... وعلينا بعد ذلك فحص ما إذا كانت هناك حججٌ كافيةٌ تبرّر هذا التقييم، موضحاً أنّ المقصود بذلك هو التحقّق ممّا إذا كانت هذه المظاهرات قد تضمّنت بالفعل تصريحاتٍ يمكن تفسيرها بأنّها كراهيةٌ لإسرائيل.
وفي ما يتعلّق بتغطية النزاعات المسلحة، لفت بورتاك إلى أنّ الأمر يمثّل تحدّياً بالغ الصعوبة بالنسبة للمؤسسات الإعلامية، مبيّناً أنه يجب الاعتراف بجهود فرق التحرير التي تتحرّى الأوضاع وتقدّم تغطيةً إخباريةً في ظروفٍ يصعب فيها للغاية الحصول على معلوماتٍ موضوعية... ويستحقّ التقدير في هذا صحافيّون شجعانٌ يُخاطرون بحياتهم لتقديم تغطيةٍ من قلب نزاعاتٍ مسلّحة.
ويُعدّ مجلس الصحافة الألماني هيئةً طوعيةً تُعنى بمراقبة التزام الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الإلكترونية بمدوّنة السلوك الصحافي. وينظر المجلس في الشكاوى المقدَّمة بشأن موادٍّ إعلاميةٍ قد تُعدّ مخالفةً لهذه المدوّنة، ويمكنه توجيه توبيخٍ رسميّ لوسائل الإعلام في حال ثبوت ارتكابها مخالفاتٍ مهنية.
ارسال الخبر الى: